اللهم هون علينا كل صعب وعجل لنا بكل خير
اللهم هون علينا كل صعب وعجل لنا بكل خير، اللهم إليك نشكو ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، يا أرحم الراحمين أنت ربنا فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك.
اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ومن أن نقول ما لا ينبغي لنا أن نقوله، ومن أن نفعل ما لا ينبغي لنا أن نفعله.
اللهم اجعل لنا من أمرنا يسرا ومن عسرنا يسرا، ومن ضيقنا مخرجا، وارزقنا من حيث لا نحتسب، واغفر لنا ذنوبنا واستر عيوبنا، واقض عنا ديوننا واغننا من الفقر، واشف مرضانا واعف عن موتانا، ويسر لنا أمورنا وبارك لنا في أرزاقنا وأولادنا وأهلينا وفي كل شيء وكلنا أمرنا إليك فأنت خير وكيل.
1. أهمية الدعاء:
الدعاء هو عبادة من أعظم العبادات، وهو من أقرب ما يكون العبد إلى ربه. قال الله تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان”.
الدعاء يغير القدر، ويجلب الخير، ويدفع الشر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فاعبدوا الله وأكثروا من الدعاء”.
الدعاء سبب من أسباب حصول المغفرة والرحمة من الله تعالى. قال الله تعالى: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين”.
2. آداب الدعاء:
الدعاء عبادة لها آدابها وشروطها التي يجب مراعاتها حتى يكون مقبولا عند الله تعالى. ومن هذه الآداب:
يجب على الداعي أن يكون على طهارة، وأن يستقبل القبلة، وأن يرفع يديه إلى السماء، وأن يقول الدعاء بصوت خفيض.
يجب على الداعي أن يكون موقنا بالإجابة، وأن لا ييأس من رحمة الله تعالى. قال الله تعالى: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين”.
يجب على الداعي أن يقول الدعاء بصيغة التعظيم والتمجيد لله تعالى، وأن لا يقول الدعاء بصيغة الأمر أو النهي.
3. أوقات الدعاء المستجابة:
هناك أوقات كثيرة يكون فيها الدعاء مستجابا. ومن هذه الأوقات:
ثلث الليل الأخير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلث الليل الآخر ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟”.
عند السحر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “السحر ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟”.
عند الأذان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء عند الأذان لا يرد”.
4. شروط الدعاء المستجاب:
هناك شروط يجب توافرها في الدعاء حتى يكون مقبولا عند الله تعالى. ومن هذه الشروط:
أن يكون الدعاء صادرا من قلب خاشع، وأن يكون الدعاء موقنا بالإجابة، وأن يكون الدعاء عاما لا يخص الداعي وحده، وأن يكون الدعاء خاليا من المحرمات.
أن يكون الدعاء حلالا طيبا، وأن لا يكون الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، وأن لا يكون الدعاء بضرر أحد من المسلمين.
أن يكون الدعاء موافقا لشرع الله تعالى، وأن لا يكون الدعاء بدعوة باطلة أو مخالفة لشرع الله تعالى.
5. الاستجابة للدعاء:
الاستجابة للدعاء من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله تعالى. وقد اختلف العلماء في حكم الاستجابة للدعاء. فقال بعضهم أن الاستجابة للدعاء واجبة على الله تعالى، وقال آخرون أن الاستجابة للدعاء من فضل الله تعالى وليس واجبة عليه.
والراجح أن الاستجابة للدعاء من فضل الله تعالى وليس واجبة عليه. وأن الله تعالى يستجيب الدعاء وفقا لمشيئته وحكمته.
6. الحكمة في عدم الاستجابة للدعاء:
هناك أسباب كثيرة قد تؤدي إلى عدم الاستجابة للدعاء. ومن هذه الأسباب:
أن يكون الدعاء غير موافق لشرع الله تعالى، أو أن يكون الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، أو أن يكون الدعاء بضرر أحد من المسلمين.
أن يكون الداعي غير موقن بالإجابة، أو أن يكون الداعي يائسا من رحمة الله تعالى.
أن يكون الدعاء عاما لا يخص الداعي وحده، أو أن يكون الدعاء حلالا طيبا.
7. آثار الدعاء:
للدعاء آثار كثيرة في حياة الفرد والمجتمع. ومن هذه الآثار:
الدعاء يجلب الخير ويصرف الشر، ويدفع البلاء، ويقضي الحوائج.
الدعاء يزيد الإيمان بالله تعالى، ويقوي التوكل عليه، ويساعد على الصبر والرضا بقضاء الله تعالى.
الدعاء يزيد المحبة بين أفراد المجتمع، وينشر التعاون والتكافل الاجتماعي.
ختاما، الدعاء عبادة عظيمة لها فضل كبير، ويجب على المسلم أن يكثر من الدعاء في جميع الأوقات والأحوال، وأن لا ييأس من رحمة الله تعالى.