الله لاينطيك ظالم يا زماني

الله لاينطيك ظالم يا زماني

الله لاينطيك ظالم يا زماني

مقدمة:

ما أشقى و أقسى العيش في زمن الظلم و الجور و العدوان، زمن كثر فيه الظالمون الجبارون الذين لا يرحمون ضعفاء الناس و لا يخافون ربهم، و يظنون أنهم فوق القانون و المساءلة، و أنهم يمكنهم فعل ما يريدون دون أن يحاسبهم أحد، و لكن الله تعالى يقول في محكم تنزيله: “و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار” صدق الله العظيم.

أنواع الظلم:

1- الظلم في الحكم: أن يحكم الحاكم على الناس بغير الحق، و يجور عليهم في أحكامهم، و يظلمهم في حقوقهم و أموالهم و أعراضهم.

2- الظلم في المعاملات: أن يظلم الإنسان أخاه في البيع و الشراء و المعاملات المالية، و يأخذ منه أكثر من حقه، أو يعطيه أقل من حقه، أو يغشه في سلعته.

3- ظلم الوالدين للأولاد: أن يظلم الوالدان أولادهما بالإهمال و القسوة و الضرب و الشتم و الحرمان من الرعاية و التعليم.

4- ظلم الأبناء للوالدين: أن يظلم الأبناء والديهم بالعقوق و عدم البر بهم و إساءة معاملتهم وتركهم وحيدين.

5- ظلم الزوج للزوجة: أن يظلم الزوج زوجته بالضرب و الشتم و الحبس و الحرمان من حقوقها الشرعية، و منعها من التعليم و العمل و الخروج من المنزل.

6- ظلم الزوجة للزوج: أن تظلم الزوجة زوجها بخيانته و عدم طاعته و إساءة معاملته و إنفاق ماله في غير حقه.

7- ظلم المجتمع للأفراد: أن يظلم المجتمع أفراده بالتهميش و الإقصاء و التمييز و العنصرية و الاضطهاد، و حرمانهم من الفرص و الامتيازات.

آثار الظلم:

1- الظلم يولد الكراهية و العداوة: عندما يظلم الإنسان أخاه، فإنه يولد في قلبه الكراهية و العداوة تجاهه، و هذا يؤدي إلى تفكك المجتمع و انتشار الجرائم و العنف.

2- الظلم يفسد الأخلاق: عندما يرى الناس الظلم و الجور منتشرا في مجتمعهم، فإن ذلك يفسد أخلاقهم و يجعلهم يعتقدون أن الظلم هو أمر طبيعي و مقبول.

3- الظلم يؤدي إلى الثورات: عندما يبلغ الظلم حده، فإن ذلك يؤدي إلى ثورات شعبية للإطاحة بالظالمين و استعادة الحقوق المسلوبة.

4- الظلم يضعف المجتمع: عندما يكون المجتمع مليئًا بالظلم و الجور، فإنه يضعف و يتدهور، و يفقد مناعته ضد الأعداء و المشاكل.

5- الظلم ينشر الفساد: عندما ينتشر الظلم في المجتمع، فإنه ينشر الفساد و الجريمة و الرشوة و المحسوبية و الوساطة و الظلم، و هذا يؤدي إلى انهيار المجتمع و تدميره.

6- الظلم يولد اليأس والإحباط: عندما يرى الناس أنهم مظلومون ولا سبيل لهم للعدالة، فإن ذلك يولد في نفوسهم اليأس والإحباط، ويدفعهم إلى الهجرة من وطنهم أو الانتحار.

7- الظلم يزيد من الفقر: إن الظلم يؤدي إلى زيادة الفقر بين الناس، وذلك لأن الظالمين يستولون على أموال الضعفاء والفقراء ويحرمونهم من حقوقهم، مما يجعلهم أكثر فقراً وبؤساً.

سبل مواجهة الظلم:

1- الوعظ و الإرشاد: أن يقوم العلماء و الدعاة و المصلحون بتوعية الناس حول خطورة الظلم و آثاره السلبية على الفرد و المجتمع، و حثهم على الابتعاد عن الظلم و التمسك بالعدل و الإحسان.

2- القضاء العادل: أن يقوم القضاء بدوره في إنصاف المظلومين و معاقبة الظالمين، و إرساء العدل و المساواة في المجتمع.

3- المقاومة الشعبية: أن يقوم الشعب بمقاومة الظلم و الجور من خلال الاحتجاجات و المظاهرات و العصيان المدني، و الضغط على الحكام الظالمين حتى يغيروا سياساتهم و يوقفوا ظلمهم.

4- الإعلام الحر: أن يقوم الإعلام بدوره في فضح الظلم و الجور و كشف ممارسات الظالمين، و توعية الناس بحقوقهم و واجباتهم.

5- التعليم الجيد: أن يتم التركيز على تعليم الأطفال والشباب على أهمية العدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان، وذلك من خلال المناهج الدراسية والبرامج التعليمية.

6- بناء مؤسسات قوية: إن بناء مؤسسات قوية وفعالة يمكن أن يساعد في الحد من الظلم، وذلك من خلال ضمان سيادة القانون واستقلال القضاء ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب الظلم.

7- التربية الصالحة: أن يتم تربية الأطفال على حب العدل والمساواة ونبذ الظلم، وذلك من خلال الأسرة والمدرسة والمجتمع، وأن يتم تعليمهم أهمية احترام حقوق الآخرين.

الخاتمة:

إن الظلم من أخطر الآفات الاجتماعية التي تهدد المجتمعات و تعرضها للانهيار و التدمير، و لذلك يجب علينا جميعًا أن نتصدى للظلم و الجور بكل ما نستطيع من قوة و عزم، و أن نعمل على نشر العدل و المساواة و الإحسان في مجتمعاتنا، و أن نربي أجيالًا قادرة على حماية حقوقها و الدفاع عن مظلوميتها.

أضف تعليق