المذل من اسماء الله الحسنى

المذل من اسماء الله الحسنى

المقدمة

أسماء الله الحسنى هي الأسماء التي اختص بها الله تعالى نفسه في كتابه الكريم وعلى لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهي أسماء دالة على صفاته العظيمة وكبريائه وعظمته، ومن هذه الأسماء اسم “المذل”، وهو اسم يدل على قدرة الله تعالى على إذلال من يشاء من خلقه، وإعزاز من يشاء، وهو من الأسماء التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وفي هذا المقال سنتناول توضيح معنى اسم الله “المذل” وبيان صفاته ودلائله من القرآن والسنة.

أولاً: معنى اسم الله “المذل”

المذل هو من أسماء الله الحسنى التي تدل على قدرته وعظمته، ومعنى اسم المذل هو الذي يذل من يشاء من خلقه، ويقهرهم ويضعهم في مكانتهم الحقيقية، وهو الذي يهين من يشاء من عباده، ويجعله ذليلاً صاغراً، وهو الذي يكسر شوكة الطغاة والمتجبرين ويجعلهم أذلاء ضعفاء، وهو الذي ينتقم من الظالمين ويذلهم ويجعلهم عبرة لمن اعتبر.

ثانياً: صفات اسم الله “المذل”

ومن صفات الله تعالى اسم “المذل”، وهو اسم يدل على قدرته وعظمته، ومن صفاته تعالى أنه:

1. القادر على إذلال من يشاء من خلقه: يقدر الله تعالى على إذلال أي شخص مهما كان قوياً أو متجبراً، فهو الذي أذل فرعون وجنوده وأغرقهم في البحر، وأذل قوم ثمود وأرسل عليهم الصاعقة، وأذل قوم عاد وأرسل عليهم الريح العاتية، وهو الذي يذل الكافرين في الدنيا والآخرة.

2. العادل الذي ينتقم من الظالمين: الله تعالى عادل ينتقم من الظالمين الذين يعتدون على حقوق الآخرين ويظلمونهم، فهو الذي أهلك قوم لوط الذين اعتدوا على ضيوف إبراهيم عليه السلام، وأهلك قوم شعيب الذين كانوا يكيلون وينقصون المكيال، وأهلك قوم صالح الذين كانوا يعبدون الأصنام ويذبحون الناقة.

3. الحكيم الذي يذل من يشاء لحكمة بالغة: الله تعالى حكيم لا يفعل شيئاً إلا لحكمة بالغة، فهو الذي يذل من يشاء لحكمة يعلمها هو وحده، فقد أذل فرعون ليرفع موسى عليه السلام ويظهر دينه، وأذل قوم ثمود ليعلموا أن الله وحده هو المستحق للعبادة، وأذل قوم عاد ليرفع إبراهيم عليه السلام ويظهر دينه.

ثالثاً: دلائل اسم الله “المذل” من القرآن الكريم

ورد اسم الله “المذل” في القرآن الكريم في مواضع عديدة، منها:

1. قال تعالى: “فَذَلِكَ الَّذِي يُذِلُّ مَنْ كَانَ بِهِ يَسْتَكْبِرُ وَيَتَجَبَّرُ وَاللَّهُ يَجْزِي الْظَّالِمِينَ بِمَا كَسَبُوا” [غافر: 24].

2. قال تعالى: “وَلَوْ أَنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ” [الأنعام: 111].

3. قال تعالى: “وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذْ قَامَتِ الْقُلُوبُ عِنْدَ الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لَهُمْ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ” [غافر: 18].

رابعاً: دلائل اسم الله “المذل” من السنة النبوية

ورد اسم الله “المذل” في السنة النبوية المطهرة في أحاديث عديدة، منها:

1. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر وضعه الله، ومن اقتصد في معيشته بورك له فيها، ومن أسرف فيها أقتر عليه، ومن صبر على البلاء أعزه الله، ومن جزع منه أذله الله”.

2. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال العبد في صلاة ما لم يحدث، فإذا حدث فقد انصرف، فإن كان على وضوء فليصل ركعتين، وإلا فليتوضأ”.

3. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله”.

خامساً: من أسماء الله الحسنى التي تدل على قدرته

ومن أسماء الله الحسنى التي تدل على قدرته:

1. القاهر: وهو الذي يقهر أعداءه ويبطش بهم.

2. المنتقم: وهو الذي ينتقم من الظالمين الذين يعتدون على حقوق الآخرين.

3. المتكبر: وهو الذي يتكبر على خلقه ويرفع نفسه عليهم.

4. العظيم: وهو الذي عظم شأنه وجل قدره.

5. الجبار: وهو الذي جبروت قهره.

سادساً: من أسماء الله الحسنى التي تدل على ذاته

ومن أسماء الله الحسنى التي تدل على ذاته:

1. الله: وهو الاسم الأعظم الذي يختص به وحده.

2. الرحمن: وهو الذي وسعت رحمته كل شيء.

3. الرحيم: وهو الذي يرحم عباده.

4. الخالق: وهو الذي خلق كل شيء.

5. البارئ: وهو الذي أوجد كل شيء من العدم.

سابعاً: من أسماء الله الحسنى التي تدل على صفاته

ومن أسماء الله الحسنى التي تدل على صفاته:

1. الحي: وهو الذي لا يموت.

2. القيوم: وهو الذي يقوم بنفسه ولا يحتاج إلى غيره.

3. السميع: وهو الذي يسمع كل شيء.

4. البصير: وهو الذي يرى كل شيء.

5. العليم: وهو الذي يعلم كل شيء.

الخاتمة

وبهذا نكون قد وضحنا معنى اسم الله “المذل” وبيان صفاته ودلائله من القرآن والسنة النبوية المطهرة، وذكرنا بعضاً من أسماء الله الحسنى التي تدل على قدرته وذاته وصفاته، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته وعبادته وأن يجعلنا من عباده الصالحين الذين يحبون أسماءه الحسنى ويعبدون بها.

أضف تعليق