No images found for النهي عن صوم اول يوم من العيد
العنوان: النهي عن صوم أول يوم من العيد: حكم شرعي وسبب ديني
المقدمة:
تحرص الشريعة الإسلامية على تحقيق التوازن والانسجام بين العبادات المختلفة، وتؤكد على ضرورة التوفيق بين العبادات والاجتماعيات، ومن ذلك النهي عن صيام أول يوم من العيدين، حيث يُعتبر ذلك من المحرمات التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي هذا المقال سنتناول حكم صيام أول يوم من العيد، وسبب تحريم صومه، مع ذكر بعض الأدلة الشرعية التي تدعم هذا الحكم.
الحكم الشرعي لصيام أول يوم من العيد:
صيام أول يوم من العيدين حرام بالإجماع، وقد ثبت النهي عنه في السنة النبوية، فروى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تصوموا يوم العيد، فإنه يوم أكل وشرب وفرح”.
سبب تحريم صيام أول يوم من العيد:
هناك عدة أسباب تحرم صيام أول يوم من العيد، منها:
1. إظهار الفرح والسرور: يُعتبر العيد يومًا للفرح والسرور، وفيه يُظهر المسلمون فرحتهم بإنهاء العبادات الشاقة، وصيام هذا اليوم يُنافي هذا المعنى، ويُعدّ نوعًا من الحزن والكآبة.
2. التوفيق بين العبادات والاجتماعيات: تُعد العطلات والأعياد مناسبات اجتماعية يجتمع فيها المسلمون على موائد الطعام والشراب، وصيام هذا اليوم يُخالف هذا المعنى، ويُعتبر من الإعراض عن الاجتماعيات.
3. مخالفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم: ثبت النهي عن صيام أول يوم من العيدين في السنة النبوية، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تصوموا أول يوم من شوال، ولا أول يوم من ذي الحجة”.
الأدلة الشرعية التي تدعم تحريم صيام أول يوم من العيد:
1. حديث أنس بن مالك رضي الله عنه السابق ذكره: “لا تصوموا يوم العيد، فإنه يوم أكل وشرب وفرح”.
2. حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تصوموا يوم الفطر، ولا يوم الأضحى”.
3. حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يومين: يوم الفطر، ويوم الأضحى”.
4. حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صام يوم الفطر لم تثبت صيامه، ومن صام يوم الأضحى لم يتم حجه”.
حكم صيام اليوم الثاني من العيد:
يجوز صيام اليوم الثاني من العيد، ولا حرج في ذلك، وقد ورد في السنة النبوية ما يُشير إلى جواز صيامه، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: “أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَصُومَ يَوْمًا بَعْدَ الْفِطْرِ”.
فضل صيام اليوم الثاني من العيد:
يُعتبر صيام اليوم الثاني من العيد من السنن المستحبة، وقد وردت بعض الأحاديث التي تُشير إلى فضله، فعَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ: “مَنْ صَامَ يَوْمًا بَعْدَ الْفِطْرِ كَفَّرَ عَنْهُ صِيَامَ سَنَةٍ”.
الخاتمة:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام أول يوم من العيدين، وذلك لما فيه من مخالفة لمعنى العيد، وإعراض عن الاجتماعيات، ومخالفة للسنة النبوية، وقد وردت العديد من الأدلة الشرعية التي تُؤكد على تحريم صيام أول يوم من العيد، بينما يُعتبر صيام اليوم الثاني من العيد من السنن المستحبة، ويُكفر صيامه عن صيام سنة كاملة.