امثلة عن التورية

المقدمة

التورية هي نوع من البلاغة العربية تتمثل في ذكر لفظين أو أكثر يحتمل كل واحد منها أكثر من معنى، بحيث يكون المعنى المقصود مخالفًا للمعنى الظاهر، وذلك لإثارة الدهشة والإعجاب لدى السامع. وهي من الأساليب الأدبية التي استخدمها العرب قديمًا وحديثًا في شعرهم ونثرهم.

أنواع التورية

1. التورية الصرفة: وهي التي يكون فيها المعنى المخالف للمعنى الظاهر هو المقصود، كما في قول الشاعر:

أبيت اللوم إلا منك شمسًا

وإلا من ضحى عمري وظلي

2. التورية المكنية: وهي التي يكون فيها المعنى المخالف للمعنى الظاهر هو المعنى المقصود، ولكن بطريقة غير مباشرة، كما في قول الشاعر:

أراك عصا من المشيب نضيرة

تخال عصا المنبر المتأود

3. التورية الإيحائية: وهي التي يكون فيها المعنى المخالف للمعنى الظاهر هو المعنى المقصود، ولكن بطريقة موحية أو متخيلة، كما في قول الشاعر:

سقاني سلافًا من فم أسود صاف

فحسبك بالأسود الدوي صهوة

أمثلة على التورية

1. قول الشاعر:

لقد لامني فيك العيون وأنت لي

عيون الملامة فيك أعين سرقة

المعنى الظاهر: أن العيون تلوم الشاعر على حبه للمحبوب.

المعنى المقصود: أن العيون تسرق جمال المحبوب.

2. قول الشاعر:

قالت له ارحل فقال لها اثبتي

فنراه ثبت والزمان يرحل

المعنى الظاهر: أن الشاعر أمر المحبوبة بالرحيل، ثم أمرها بالثبات.

المعنى المقصود: أن الشاعر ثبت في مكانه، والزمان هو الذي يرحل.

3. قول الشاعر:

ألا يا قلب عذري لا تسل

فحسبك ما لقيت من الأسى

المعنى الظاهر: أن الشاعر ينهى قلبه عن السؤال.

المعنى المقصود: أن الشاعر قد لاقى ما يكفيه من الأسى.

4. قول الشاعر:

ألا يا عين ويحك ما بكاؤك

فجففي الدمع يا عين وسلي

المعنى الظاهر: أن الشاعر ينهى عينه عن البكاء.

المعنى المقصود: أن الشاعر يسأل عينه عن سبب بكائها.

5. قول الشاعر:

ألا ليت الشباب يعود يومًا

فأخبره بما فعل المشيب

المعنى الظاهر: أن الشاعر يتمنى عودة شبابه.

المعنى المقصود: أن الشاعر يريد أن يخبر شبابه بما فعله المشيب.

6. قول الشاعر:

رأيت الدهر يمضي كالسحاب

ويبقى العلم لا يخشى ذهاب

المعنى الظاهر: أن الدهر يمضي كالسحاب.

المعنى المقصود: أن العلم يبقى ولا يخشى الزوال.

7. قول الشاعر:

إذا ما المرء لم يحفظ لسانه

فلا يحفظ له الناس الوداد

المعنى الظاهر: إذا لم يحفظ المرء لسانه، فلا يحفظ الناس له الوداد.

المعنى المقصود: إذا لم يحفظ المرء لسانه، فلا يحفظ له الناس احترامهم.

الخاتمة

التورية من الأساليب الأدبية التي استخدمها العرب قديمًا وحديثًا في شعرهم ونثرهم، وهي من الأساليب التي يكثر استخدامها في اللغة العربية الفصحى، وذلك لما لها من تأثير كبير في إبراز المعنى وإثارة الدهشة والإعجاب لدى السامع.