المقدمة:
إن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو أعظم شخصية في تاريخ البشرية، وهو خير من وطأت قدماه ثرى الأرض، وقد أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وهدى للناس أجمعين، وقد تميز الرسول صلى الله عليه وسلم بالعديد من الصفات الحميدة والأخلاق الكريمة، ومن أهم هذه الصفات خلقه العظيم، فقد كان صلى الله عليه وسلم على خلق عظيم، كما قال تعالى في كتابه العزيز: “وإنك لعلى خلق عظيم”.
أولاً: حلمه وتسامحه:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم حليماً متسامحاً، فقد كان يتحمل الأذى والإهانة من الكفار والمنافقين، ويصبر على شتائمهم وأذاهم، ولا يقابلهم بالمثل، بل كان يعفو عنهم ويصفح عنهم، ومن أمثلة حلمه وتسامحه صلى الله عليه وسلم أنه عندما دخل مكة فاتحاً، لم ينتقم من الذين آذوه وأهانوه، بل عفا عنهم جميعاً، وقال لهم: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.
ثانياً: صدقه وأمانته:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم صادقاً أميناً، وقد عرف بذلك بين قومه قبل البعثة، فقد كانوا يلقبونه بالصادق الأمين، وكان صلى الله عليه وسلم يفي بعهوده ووعوده، ولا يخلف وعداً قط، وكان يحافظ على الأمانات، ويردها إلى أهلها، ومن أمثلة صدقه وأمانته صلى الله عليه وسلم أنه عندما هاجر إلى المدينة المنورة، ائتمنه أبو بكر الصديق رضي الله عنه على جميع أمواله، فحفظها له صلى الله عليه وسلم وأداها إليه كاملة.
ثالثاً: شجاعته وإقدامه:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم شجاعاً مقداماً، لا يهاب الموت في سبيل الله تعالى، وكان صلى الله عليه وسلم يتقدم الصفوف في المعارك، ويحرض المسلمين على القتال، ومن أمثلة شجاعته وإقدامه صلى الله عليه وسلم أنه في غزوة أحد، عندما انهزم المسلمون وولوا الأدبار، بقي صلى الله عليه وسلم ثابتاً لم يهرب، وكان يقاتل بالسيف حتى انكسر سيفه، ثم قاتل بالحربة حتى انكسرت حربته، ثم قاتل بالحجر حتى نفد ما معه من الحجارة.