مقدمة
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وإني لأشكر الله تعالى وأحمده على توفيقه لي للكتابة عن هذه الآية العظيمة وهي: “إن الله تجاوز لي عن أمتي”.
ما هو التجاوز؟
التجاوز هو الصفح عن الذنب والإحسان إلى الذي أساء إليك.
والتجاوز من صفات الله تعالى العظيمة، فقد تجاوز عن عباده الذين أساءوا إليه من الكافرين والمنافقين والمذنبين.
لماذا تجاوز الله تعالى عن عباده؟
تجاوز الله تعالى عن عباده لرحمته بهم ومحبته لهم.
وقد وعد الله تعالى عباده بالتجاوز عنهم إذا تابوا واستغفروا إليه.
فقد قال تعالى: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين” (غافر: 60).
أنواع التجاوز
هناك نوعان من التجاوز:
التجاوز العام: وهو التجاوز عن جميع العباد، وهذا هو التجاوز الذي ورد في الآية الكريمة.
التجاوز الخاص: وهو التجاوز عن بعض العباد، وهذا هو التجاوز الذي ورد في قوله تعالى: “وتجاوز عن سيئاتهم” (التغابن: 14).
شروط التجاوز
يشترط للتجاوز ثلاثة شروط:
التوبة: وهي الرجوع عن الذنب والندم عليه والعزم على عدم العودة إليه.
الاستغفار: وهو طلب المغفرة من الله تعالى.
الإحسان إلى الآخرين: وهو فعل الخير ومساعدة المحتاجين.
ثمار التجاوز
للتجاوز ثمار عظيمة، منها:
محبة الله تعالى ورضاه عن عباده.
دخول الجنة والفوز برضوان الله تعالى.
العيش في سعادة وراحة وطمأنينة.
الفرق بين التجاوز والعفو
التجاوز هو الصفح عن الذنب والإحسان إلى الذي أساء إليك، أما العفو فهو إسقاط العقوبة عن المذنب.
فالتجاوز أعم من العفو، لأن العفو نوع من التجاوز.
خاتمة
نسأل الله تعالى أن يتجاوز عنا وعن والدينا وإخواننا وذرياتنا وعن جميع المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنه ولي ذلك والقادر عليه.