المقدمة:
يقول الله تعالى في سورة الأنعام: “وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ” [الأنعام: 116]. وهذه الآية الكريمة توضح لنا أن الله تعالى هو الوحيد الذي يعلم من ضل عن سبيله ومن اهتدى، وهو وحده القادر على هداية من يشاء وإضلال من يشاء.
1. علم الله عز وجل بمن ضل عن سبيله:
يعلم الله عز وجل من ضل عن سبيله، ويعلم أسباب ضلاله، ويعلم الطرق التي يمكن أن تعيده إلى الصراط المستقيم.
يرى الله عز وجل كل ما يفعله الضالون، ويعلم ما في قلوبهم، ويعلم ما ينوون فعله.
يعاقب الله عز وجل الضالين على ضلالهم، ويحاسبهم على أعمالهم، ويعد لهم العذاب في الآخرة.
2. علم الله عز وجل بمن اهتدى إلى سبيله:
يعلم الله عز وجل من اهتدى إلى سبيله، ويعلم أسباب هدايته، ويعلم الطرق التي يمكن أن تعينه على الثبات على الصراط المستقيم.
يرى الله عز وجل كل ما يفعله المهتدون، ويعلم ما في قلوبهم، ويعلم ما ينوون فعله.
يكافئ الله عز وجل المهتدين على هدايتهم، ويجزيهم على أعمالهم، ويعد لهم الثواب في الآخرة.
3. أسباب ضلال الإنسان عن سبيل الله:
اتباع الشهوات والملذات الدنيوية، وإغفال الآخرة.
الجهل بالإسلام، وعدم معرفة أحكامه وتعاليمه.
سوء الظن بالله عز وجل، واليأس من رحمته.
حب الدنيا، والانشغال بها عن ذكر الله والعبادة.
اتباع الهوى، ومخالفة أمر الله ورسوله.
4. أسباب هداية الإنسان إلى سبيل الله:
الإيمان بالله عز وجل، والإيمان برسله وكتبه.
اتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بسيرته.
الإكثار من ذكر الله والعبادة، والتضرع إليه بالدعاء.
مجالسة الصالحين، والاستفادة من علمهم وحكمتهم.
قراءة القرآن الكريم، وتدبره والتأمل في معانيه.
5. الطرق التي يمكن أن تعيد الضال إلى الصراط المستقيم:
دعوة الضال إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة.
إقامة الحجة على الضال، وبيان أخطائه وضلاله.
مساعدة الضال على معرفة الإسلام، وفهم أحكامه وتعالييمه.
الوقوف إلى جانب الضال، ودعمه ومساندته حتى يعود إلى الصراط المستقيم.
الصبر على الضال، وعدم اليأس من هدايته.
6. الطرق التي يمكن أن تعين المهتدي على الثبات على الصراط المستقيم:
الإكثار من ذكر الله والعبادة، والتضرع إليه بالدعاء.
مجالسة الصالحين، والاستفادة من علمهم وحكمتهم.
قراءة القرآن الكريم، وتدبره والتأمل في معانيه.
حضور مجالس العلم والوعظ، والاستفادة منها.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله.
7. العاقبة الحسنة للمهتدين في الآخرة:
ينال المهتدون رضا الله عز وجل، ويحوزون ثوابه وجزاءه.
يدخل المهتدون الجنة، وينعمون فيها نعيمًا مقيمًا.
ينجو المهتدون من عذاب النار، ويتخلصون من شرها.
الخلاصة:
إن علم الله عز وجل بمن ضل عن سبيله وبمن اهتدى هو علم كامل لا يشوبه نقص ولا جهل. وهو وحده القادر على هداية من يشاء وإضلال من يشاء. وقد جعل الله عز وجل أسبابًا لضلال الإنسان عن سبيله، وأسبابًا أخرى لهدايته إلى سبيله. ومن الواجب على كل مسلم أن يسعى إلى معرفة أسباب الضلال والهداية، وأن يعمل على هداية نفسه وإخوانه إلى الصراط المستقيم.