ان ربك هو اعلم من يضل عن سبيله

ان ربك هو اعلم من يضل عن سبيله

مقدمة

سورة هود هي إحدى سور القرآن الكريم، وهي سورة مكية نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وتقع في الجزء الحادي عشر من القرآن الكريم، وتتكون من 123 آية، وتتناول السورة قصة سيدنا هود عليه السلام مع قومه عاد، وتدعو إلى التوحيد ونبذ الشرك، وتحث على الإيمان والتقوى، وتنذر الكافرين بعذاب الله، وفي هذه السورة قول الله تعالى: “إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”.

الأدلة على علم الله تعالى بمن يضل عن سبيله ومن يهتدي

1. علم الله تعالى بالغيب: يعلم الله تعالى كل شيء، الغيب والشهادة، الظاهر والباطن، وهو يعلم ما كان وما سيكون وما هو كائن، ويعلم ما في صدور الناس، ويعلم ما تخفي الأنفس، ويعلم ما تنطوي عليه القلوب.

2. قدرة الله تعالى على الهداية والإضلال: يستطيع الله تعالى أن يهدي من يشاء إلى سواء السبيل، ويضل من يشاء عن سبيله، وذلك بحكمته ومشيئته، وهو سبحانه وتعالى أعلم بمن يستحق الهداية ومن يستحق الإضلال.

3. عدل الله تعالى وحكمته: لا يظلم الله تعالى أحدًا، ولا يكلف نفسًا إلا وسعها، وهو سبحانه وتعالى عالم بكل شيء، ويعلم من يستحق الثواب والعقاب، ويعلم من يستحق الهداية والإضلال، وهو يحكم بين عباده بالعدل والإنصاف.

حكمة الله تعالى في إضلال من يضل عن سبيله وهداية من يهتدي

1. حكمة الله تعالى في إضلال من يضل عن سبيله: يضل الله تعالى من يضل عن سبيله لحكمة بالغة، قد تكون ابتلاءً واختبارًا لعباده، وقد تكون عقابًا لهم على كفرهم وفسادهم، وقد تكون رحمة بهم ليعرفوا حقيقة أنفسهم ويرجعوا إلى الله تعالى.

2. حكمة الله تعالى في هداية من يهتدي: يهدي الله تعالى من يهتدي إلى سواء السبيل لحكمة بالغة، قد تكون مكافأة لهم على إيمانهم وتقواهم، وقد تكون رحمة بهم ليعرفوا حقيقة أنفسهم ويرجعوا إلى الله تعالى.

3. حكمة الله تعالى في الجمع بين الهداية والإضلال: يجمع الله تعالى بين الهداية والإضلال لحكمة بالغة، قد تكون ابتلاءً واختبارًا لعباده، وقد تكون عقابًا لهم على كفرهم وفسادهم، وقد تكون رحمة بهم ليعرفوا حقيقة أنفسهم ويرجعوا إلى الله تعالى.

عاقبة من يضل عن سبيله وعاقبة من يهتدي

1. عاقبة من يضل عن سبيله: عاقبة من يضل عن سبيله هي الهلاك والعذاب في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: “وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا”، وقال تعالى: “وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ”.

2. عاقبة من يهتدي: عاقبة من يهتدي هي النجاة والفوز في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: “وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي”، وقال تعالى: “وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ”.

3. الفرق بين عاقبة من يضل عن سبيله وعاقبة من يهتدي: الفرق بين عاقبة من يضل عن سبيله وعاقبة من يهتدي هو الفرق بين النجاة والهلاك، بين الفوز والخسارة، بين السعادة والشقاء.

الواجب على المسلم تجاه من يضل عن سبيله

1. الدعوة إلى الله تعالى: يجب على المسلم أن يدعو من يضل عن سبيله إلى الله تعالى، وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، وببيان الحقائق والأدلة والبراهين.

2. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: يجب على المسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وذلك بالتي هي أحسن، وبما لا يؤدي إلى فتنة أو ضرر.

3. الصبر على من يضل عن سبيله: يجب على المسلم أن يصبر على من يضل عن سبيله، وأن يدعو له بالهداية، وأن يعامله بالحكمة والموعظة الحسنة.

الواجب على المسلم تجاه من يهتدي

1. محبته في الله تعالى: يجب على المسلم أن يحب من يهتدي في الله تعالى، وذلك لأن من يهتدي هو أخوه في الدين، وهو من أهل الجنة.

2. موالاته في الله تعالى: يجب على المسلم أن يوالي من يهتدي في الله تعالى، وذلك لأن من يهتدي هو أخوه في الدين، وهو من أهل الجنة.

3. نصرته في الله تعالى: يجب على المسلم أن ينصر من يهتدي في الله تعالى، وذلك لأن من يهتدي هو أخوه في الدين، وهو من أهل الجنة.

الخاتمة

إن الله تعالى هو أعلم من يضل عن سبيله وأعلم بالمهتدين، وله الحكمة البالغة في إضلال من يضل عن سبيله وهداية من يهتدي، وعلى المسلم أن يدعو من يضل عن سبيله إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بالتي هي أحسن، وأن يصبر على من يضل عن سبيله، وأن يحب من يهتدي في الله تعالى، وأن يواليه وينصره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *