المقدمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..
فإن الله تعالى هو أعلم بمن يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين، وقد جعل الله تعالى في خلقه دلائل وبراهين على وحدانيته وقدرته وعظمته، ومن هذه الدلائل ما يتعلق بالهداية والضلال، وفي هذا المقال سنتناول هذه المسألة بالتفصيل مستعينين بالله تعالى.
أقسام الهداية والضلال:
1. الهداية العامة: وهي الهداية التي تشمل جميع المخلوقات، وهي هداية فطرية جبل الله تعالى عليها عباده، وهي التي تدلهم على وجود الله تعالى ووحدانيته وقدرته، قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 7-10].
2. الهداية الخاصة: وهي الهداية التي يخص الله تعالى بها من يشاء من عباده، وهي هداية إلى الحق والرشاد، وهي التي تدلهم على طريق الجنة والنجاة من النار، قال تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاء} [القصص: 56].
3. الضلال العام: وهو الضلال الذي يصيب جميع المخلوقات، وهو ضلال فطري جبل الله تعالى عليه عباده، وهو الذي يدلهم على الشرك بالله تعالى والانحراف عن منهج الحق، قال تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} [الأنبياء: 98].
4. الضلال الخاص: وهو الضلال الذي يصيب بعض المخلوقات، وهو ضلال عن الحق والرشاد، وهو الذي يدلهم على طريق النار والهلاك، قال تعالى: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ} [الأعراف: 186].
أسباب الهداية والضلال:
1. أسباب الهداية:
الإيمان بالله تعالى وبرسله وكتبه.
اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
مجاهدة النفس ومحاسبتها.
الدعاء إلى الله تعالى بالهداية.
2. أسباب الضلال:
الكفر بالله تعالى وبرسله وكتبه.
اتباع الهوى والشهوات.
الانسياق وراء الشبهات والبدع.
عدم الدعاء إلى الله تعالى بالهداية.
علامات الهداية والضلال:
1. علامات الهداية:
المحبة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
الإقبال على طاعة الله تعالى واجتناب معصيته.
الصبر على المكاره والشدائد.
الدعوة إلى الله تعالى.
2. علامات الضلال:
البغض لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
الإقبال على معصية الله تعالى واجتناب طاعته.
الجزع من المكاره والشدائد.
الصد عن سبيل الله تعالى.
عواقب الهداية والضلال:
1. عواقب الهداية:
الفوز بالجنة والنجاة من النار.
الإحسان في الدنيا والآخرة.
محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
2. عواقب الضلال:
الخلود في النار والعذاب الأليم.
سوء الحساب يوم القيامة.
غضب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
موقف العبد من الهداية والضلال:
1. يجب على العبد أن يسعى إلى الهداية بكل ما أوتي من قوة.
2. يجب على العبد أن يجتنب الضلال بكل ما أوتي من قوة.
3. يجب على العبد أن يدعو الله تعالى بالهداية لنفسه ولغيره.
الخاتمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..
فقد تناولنا في هذا المقال مسألة الهداية والضلال، وتحدثنا عن أقسامهما وأسبابهما وعلاماتهما وعواقبهما، كما ذكرنا موقف العبد من الهداية والضلال، نسأل الله تعالى أن يهدينا وإياكم إلى سواء السبيل وأن يجنبنا الضلال والردى، إنه ولي ذلك والقادر عليه.