الإحسان هو أحد أهم المفاهيم في الإسلام، وهو يعني إتقان العمل والتفاني فيه وإخلاصه لله تعالى. وقد وردت العديد من الآيات القرآنية التي تحث على الإحسان وتبين فضله وثوابه العظيم عند الله تعالى.
فضل الإحسان
– إن الله تعالى يحب المحسنين، كما قال تعالى: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 195].
– إن الإحسان سبب لدخول الجنة، كما قال تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 133-134].
– إن الإحسان سبب لرفع الدرجات في الجنة، كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: 274].
أنواع الإحسان
– الإحسان إلى الله تعالى: وذلك بالإخلاص له في العبادة والطاعة، ومحبتة، وتقواه، والإنابة إليه.
– الإحسان إلى الناس: وذلك بالإحسان إليهم بالقول والفعل، والإنفاق عليهم، وإعانتهم على الخير، وكف الأذى عنهم.
– الإحسان إلى الحيوان: وذلك بالإحسان إليه بالرفق به، وإطعامه، وسقيه، وعدم إيذائه.
صور الإحسان
– الإحسان في العبادة: وذلك بإتقانها وإخلاصها لله تعالى، والخشوع فيها، والتفكر في معانيها.
– الإحسان في المعاملات: وذلك بالعدل فيها، والصدق، والأمانة، والوفاء بالعهد، وحسن الخلق.
– الإحسان في الأقوال: وذلك بالصدق فيها، والطيب، واللين، والبعد عن الغيبة والنميمة والكذب.
– الإحسان في الأفعال: وذلك بالإحسان إلى الناس بالقول والفعل، وإعانتهم على الخير، وكف الأذى عنهم.
ثواب الإحسان
– إن الله تعالى يثيب المحسنين ثوابًا عظيمًا، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيُجْزِيهِمْ رَبُّهُمْ الْجَنَّةَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ كَبِيرٌ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [المائدة: 119].
– إن الإحسان سبب لدخول الجنة بغير حساب، كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيها أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا﴾ [النساء: 122].
– إن الإحسان سبب لرفع الدرجات في الجنة، كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالنُّبُوَّةِ وَالْكِتَابِ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمِينَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [العنكبوت: 58-59].
الإحسان في السنة النبوية
– حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإحسان في جميع الأمور، فقال: “أحسنوا فإن الله يحب المحسنين”.
– وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الأعمال إلى الله عز وجل أدومها وإن قل”.
– وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “أفضل الأعمال أحمزها”.
كيفية تحقيق الإحسان
– الإخلاص لله تعالى: وذلك بأن تكون جميع أعمالنا خالصة لوجه الله تعالى، لا نريد بها ثناء الناس ولا مدحهم.
– اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم: وذلك بأن نقتدي به في أقوالنا وأفعالنا وأخلاقنا.
– المجاهدة والمراقبة: وذلك بأن نجاهد أنفسنا ونراقبها حتى نبتعد عن كل ما نهى الله عنه ونلتزم بكل ما أمر به.
الخاتمة
الإحسان هو أحد أهم المفاهيم في الإسلام، وهو يعني إتقان العمل والتفاني فيه وإخلاصه لله تعالى. وقد وردت العديد من الآيات القرآنية التي تحث على الإحسان وتبين فضله وثوابه العظيم عند الله تعالى. وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإحسان في جميع الأمور، وبيّن أن أفضل الأعمال أحمزها وأدومها. ويمكننا تحقيق الإحسان من خلال الإخلاص لله تعالى، واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والمجاهدة والمراقبة.