المقدمة:
الحمد والشكر من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فالحمد هو الثناء على الله بأسمائه وصفاته وإحسانه، والشكر هو الاعتراف بنعم الله الظاهرة والباطنة، وشكره عليها بالقلب واللسان والجوارح. وقد حثنا الله تعالى في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم على الحمد والشكر، وجعل لهما منزلة عظيمة.
1. الحمد لله على نعمه الظاهرة:
أنعم الله تعالى على الإنسان بنعم كثيرة لا تحصى ولا تعد، منها نعمة الحياة والصحة والعقل، ونعمة الأمن والسلام، ونعمة المال والبنون، ونعمة الطعام والشراب والكسوة، وغير ذلك من النعم الظاهرة. وقد أمرنا الله تعالى أن نحمده على هذه النعم، فقال تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ 89 وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}.
2. الحمد لله على نعمه الباطنة:
أنعم الله تعالى على الإنسان بنعم باطنة كثيرة، منها نعمة الإيمان والإسلام، ونعمة التوفيق للطاعات، ونعمة الصبر والرضا، ونعمة الخشوع والخشية، ونعمة محبة الله ورسوله، وغير ذلك من النعم الباطنة. وقد أمرنا الله تعالى أن نحمده على هذه النعم، فقال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ 53 ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ يُشْرِكُونَ بِرَبِّهِمْ 54 لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}.
3. الحمد لله على نعمه العامة والخاصة:
أنعم الله تعالى على الإنسان بنعم عامة وخاصة، فالنعم العامة هي التي تشمل جميع الناس، مثل نعمة الشمس والقمر والهواء والماء، ونعم الأمن والسلام والحرية، وغير ذلك من النعم العامة. أما النعم الخاصة فهي التي تختص بها بعض الأفراد دون غيرهم، مثل نعمة العلم والمال والجاه والصحة، وغير ذلك من النعم الخاصة. وقد أمرنا الله تعالى أن نحمده على النعم العامة والخاصة، فقال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}.
4. الحمد لله على الشدائد والمحن:
لا شك أن الإنسان يمر في حياته بالعديد من الشدائد والمحن، وقد يصاب بالمرض أو الفقر أو فقد الأحباب، وغير ذلك من الشدائد والمحن. ولكن على المسلم أن يحمد الله تعالى على هذه الشدائد والمحن، وأن يصبر عليها، ويحتسب الأجر والثواب عند الله تعالى، فإن في الصبر على الشدائد والمحن خير كثير، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه”.
5. الحمد لله على ابتلاءات الدنيا:
إن الدنيا دار ابتلاء واختبار، ولا يخلو الإنسان فيها من ابتلاءات مختلفة، فقد يبتليه الله تعالى بالفقر أو المرض أو فقد الأحباب، أو غير ذلك من الابتلاءات. ولكن على المسلم أن يصبر على هذه الابتلاءات، وأن يحتسب الأجر والثواب عند الله تعالى، وأن يعلم أن الابتلاءات هي وسيلة من الله تعالى لرفع درجات عباده المؤمنين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط”.
6. الحمد لله على منن الله تعالى:
أنعم الله تعالى على الإنسان بنعم كثيرة لا تحصى ولا تعد، وقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز بعضًا من هذه المنن، فقال تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}
7. الحمد لله على إحسانه وإكرامه:
أحسن الله تعالى إلى الإنسان وأكرمه، وخلق له ما في الأرض من نعم ظاهرة وباطنة، ورزقه من الطيبات، وهداه إلى طريق الحق، وتفضل عليه بالرحمة والمغفرة. وقد حثنا الله تعالى في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم على أن نحمده على إحسانه وإكرامه، ونشكره على نعمه ونعمائه، ونعترف بعبوديتنا له، ونعظّمه ونُكبّره.
الخاتمة:
الحمد والشكر من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فالحمد هو الثناء على الله بأسمائه وصفاته وإحسانه، والشكر هو الاعتراف بنعم الله الظاهرة والباطنة، وشكره عليها بالقلب واللسان والجوارح. وقد حثنا الله تعالى في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم على الحمد والشكر، وجعل لهما منزلة عظيمة. فاحرص يا أخي المسلم على أن تحمد الله تعالى وتشكره على نعمه الظاهرة والباطنة، العامة والخاصة، وعلى الشدائد والمحن، وعلى ابتلاءات الدنيا، وعلى منن الله تعالى عليك وإحسانه وإكرامك. فإن في الحمد والشكر خير كثير، وفيهما فوز عظيم في الدارين.