المقدمة:
الحزن والهم من المشاعر الإنسانية الطبيعية التي تصاحبنا في كثير من مراحل حياتنا، وقد نزلت آيات قرآنية عديدة تتحدث عن الحزن والهم وتقدم لنا العزاء والطمأنينة، وفي هذا المقال سنستعرض بعضًا من هذه الآيات الكريمة.
1. الحزن عند فقد الأحبة:
قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِذَا حَلَّتْ عَلَيْهِمُ الْمَوْتُ قَالُوا رَبَّنَا أَرِنَا مَا تُوعَدُنَا عَلَى لِسَانِ رُسُلِكَ فَقَالُوا سَلامٌ عَلَيْكُمْ دُخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” (الزمر: 73).
هذه الآية الكريمة تتحدث عن المؤمنين الصالحين الذين عندما يحل عليهم الموت يقولون: “ربنا أرنا ما تُوعَدُنا على لسان رسلك”، فيجيء الرد عليهم: “سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون”، وهذا يدل على أن الحزن على فراق الأحبة المؤمنين هو حزن مؤقت، وأن هناك لقاءًا جميلاً ينتظرهم في الجنة إن شاء الله.
2. الحزن على الذنوب:
قال تعالى: “وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ” (آل عمران: 135).
هذه الآية الكريمة تتحدث عن الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم، وهذا يدل على أن الحزن على الذنوب هو حزن محمود، وأنه سبب من أسباب مغفرة الله تعالى.
3. الحزن على مصائب الدنيا:
قال تعالى: “إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” (العنكبوت: 64).
هذه الآية الكريمة تتحدث عن أن الحياة الدنيا ما هي إلا لعب ولهو، وأن الحياة الحقيقية هي الحياة الآخرة، وهذا يدل على أن الحزن على مصائب الدنيا هو حزن غير مجد، وأن علينا أن نصبر ونحتسب عند ابتلائنا بالمصائب.
4. الحزن على الكفار والمنافقين:
قال تعالى: “وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ” (التوبة: 52).
هذه الآية الكريمة تتحدث عن الكفار والمنافقين، وتنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحزن عليهم، وهذا يدل على أن الحزن على الكفار والمنافقين هو حزن غير مجد، وأن علينا أن نتوكل على الله تعالى وندع له أن يهديهم أو ينتقم منهم.
5. الحزن على أعداء الله:
قال تعالى: “وَلَا تَحْزَنْ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّهُمْ لَنْ يُضِرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَيُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ” (الصف: 13).
هذه الآية الكريمة تتحدث عن الكفار، وتنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحزن عليهم، وهذا يدل على أن الحزن على أعداء الله هو حزن غير مجد، وأن علينا أن نتوكل على الله تعالى وندع له أن ينتقم منهم.
6. الحزن على أهل النار:
قال تعالى: “وَلَا تَحْزَنْ عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَصِيرٍ” (النحل: 128).
هذه الآية الكريمة تتحدث عن الذين ظلموا أنفسهم، وتنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحزن عليهم، وهذا يدل على أن الحزن على أهل النار هو حزن غير مجد، وأن علينا أن نتوكل على الله تعالى وندع له أن يهديهم أو يعذبهم.
7. الحزن على ضياع الفرص:
قال تعالى: “وَلَا تَنْسَوْا فَضْلَكُمْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ أَجَرْتُمُوهُمْ وَكُنْتُمْ عَلَيْهِمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ” (الأحزاب: 7).
هذه الآية الكريمة تتحدث عن المؤمنين الذين آووا المهاجرين ونصروهم، وتذكرهم بنعم الله عليهم، وهذا يدل على أن الحزن على ضياع الفرص هو حزن محمود، وأنه علينا أن نحرص على اغتنام الفرص التي تتيح لنا فعل الخير.
الخاتمة:
لقد تناولنا في هذا المقال بعضًا من الآيات القرآنية التي تتحدث عن الحزن والهم، ورأينا أن الحزن والهم من المشاعر الإنسانية الطبيعية التي تصاحبنا في كثير من مراحل حياتنا، ولكن علينا أن نتعامل معها بطريقة صحيحة، وأن نتوكل على الله تعالى وندعوه أن يكشف عنا همنا وحزننا.