المقدمة:
القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وقد حث القرآن الكريم على نصرة المظلوم وإحقاق الحق، وجعل نصرة المظلوم من أعظم القربات إلى الله تعالى، وقد وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على نصرة المظلوم، ومن هذه الآيات:
1. قوله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ [الأنفال: 74].
التفسير:
حثت هذه الآية الكريمة على نصرة المظلومين والمستضعفين، وجعلت نصرة المظلوم من صفات المؤمنين الصادقين، الذين يهاجرون في سبيل الله ويجاهدون في سبيله، وينصرون المظلومين ويأويهم ويحمونهم من الظالمين، ووعدهم الله تعالى بالمغفرة والرزق الكريم.
2. قوله تعالى:
﴿وَمَنْ أُصِيبَ مِنْكُمْ بِظُلْمٍ فَلْيَسْتَعِذْ بِرَبِّهِ وَيَتَّقِهِ وَلْيَصْفَحْ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾ [الشورى: 40].
التفسير:
حثت هذه الآية الكريمة المظلوم على أن يستعين بالله تعالى ويدعوه أن ينصره على ظالمه، وأن يتقي الله تعالى في أقواله وأفعاله، وأن يصفح عن ظالمه ويعفو عنه، ووعد الله تعالى المتقين الذين يعفون عن الظالمين بحبه تعالى لهم.
3. قوله تعالى:
﴿وَلَا تَركَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾ [هود: 113].
التفسير:
حذرت هذه الآية الكريمة المؤمنين من أن يميلوا إلى الظالمين أو يتقربوا منهم، لأن الميل إلى الظالمين يجر إلى النار والعذاب، ولا يجد الظالمون من ينصرهم يوم القيامة.
4. قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقִسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة: 8].
التفسير:
أمرت هذه الآية الكريمة المؤمنين بأن يكونوا شهداء لله على الحق والعدل، وأن لا يميلوا عن العدل بسبب الكراهية أو العداوة، وأن يتقوا الله تعالى في أقوالهم وأفعالهم، ووعد الله تعالى المتقين الذين يعدلون بين الناس بالحماية والرعاية.
5. قوله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ [المؤمنون: 8].
التفسير:
حثت هذه الآية الكريمة المؤمنين على الوفاء بالعهد والأمانة، وعدم الخيانة أو الغدر، ووعد الله تعالى الذين يحافظون على الأمانات والعهود بالفلاح والنجاح في الحياة الدنيا والآخرة.
6. قوله تعالى:
﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ ۖ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء: 128].
التفسير:
حثت هذه الآية الكريمة على الصلح بين الزوجين إذا وقع بينهما خلاف أو خصومة، وعدم اللجوء إلى الطلاق إلا في حالة الضرورة القصوى، ووعد الله تعالى الذين يصلحون بين المتخاصمين بالأجر والثواب.