مقدمة
الشيعة هم ثاني أكبر طائفة إسلامية بعد السنة، وينتمون إلى الإسلام منذ ما يقرب من 1400 عام. يقدر عددهم بحوالي 200 مليون شخص، ويتواجدون في جميع أنحاء العالم، لكنهم يتركزون بشكل أساسي في إيران والعراق ولبنان واليمن والبحرين.
الأصول التاريخية للشيعة
يعود أصل الشيعة إلى الخلاف الذي نشب بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم حول من يخلفه في قيادة المسلمين. إن الشيعة يعتقدون أن علي بن أبي طالب، ابن عم النبي محمد وصهره، هو الخليفة الشرعي، بينما يرى السنة أن الخلافة يجب أن تكون انتخابية. أدى هذا الخلاف إلى نشوب حروب أهلية عديدة بين الشيعة والسنة، والتي استمرت لعدة قرون.
الاعتقادات والممارسات الشيعية
يختلف الشيعة عن السنة في العديد من الاعتقادات والممارسات. فعلى سبيل المثال، يعتقد الشيعة أن الأئمة الاثني عشر هم معصومون عن الخطأ، وأنهم المصدر الوحيد للسلطة الدينية والسياسية. كما يؤمنون بوجود المهدي المنتظر، وهو إمام غائب عاد سيظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلاً. وفيما يتعلق بالممارسات، يمتلك الشيعة طقوسًا خاصة بهم في العبادة، مثل الصلاة على تربة كربلاء، وزيارة قبور الأئمة، والتطبير.
الشيعة في العالم المعاصر
في العالم المعاصر، تواجه الشيعة العديد من التحديات، بما في ذلك الاضطهاد والتمييز. في بعض الدول، مثل المملكة العربية السعودية، يتم اضطهاد الشيعة بشكل ممنهج. وفي دول أخرى، يتم تهميشهم سياسياً واقتصادياً. ومع ذلك، فإن الشيعة قد حققوا نجاحات كبيرة في السنوات الأخيرة، خاصة في إيران ولبنان، وبدأوا في لعب دور مهم في السياسة والثقافة العالمية.
المدارس الفكرية الشيعية
ينقسم الشيعة إلى العديد من المدارس الفكرية، أهمها:
الجعفرية: وهي أكبر مدرسة فكرية شيعية، وينتمي إليها أغلبية الشيعة في العالم.
الإسماعيلية: وهي مدرسة فكرية شيعية ظهرت في القرن الثامن الميلادي، وتتميز باعتقادها بأن الإمامة انتقلت إلى إسماعيل بن جعفر الصادق، بدلاً من أخيه الأكبر موسى الكاظم.
الزيدية: وهي مدرسة فكرية شيعية ظهرت في القرن الثاني الميلادي، وتتميز باعتقادها بأن الإمامة ليست مقتصرة على نسل علي بن أبي طالب، بل يمكن أن تكون لأي مسلم تقى وعادل.
الشيعة والسياسة
لعب الشيعة دورًا بارزًا في السياسة العالمية في السنوات الأخيرة. ففي إيران، نجح الشيعة في الاستيلاء على السلطة بعد الثورة الإسلامية عام 1979، وأقاموا نظام حكم إسلامي. وفي العراق، نجح الشيعة في إقصاء صدام حسين عن السلطة بعد الغزو الأمريكي عام 2003، وسيطروا على الحكومة العراقية. وفي لبنان، نجح الشيعة في الحصول على نفوذ سياسي كبير، خاصة بعد الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975.
الشيعة والثقافة
لعب الشيعة دورًا بارزًا في الثقافة العالمية أيضًا. فقد أنتج الشيعة العديد من العلماء والأدباء والفنانين المشهورين. ومن أشهر العلماء الشيعة ابن سينا، والبيروني، والطوسي. ومن أشهر الأدباء الشيعة المتنبي، والمعري، وأبو تمام. ومن أشهر الفنانين الشيعة كمال الدين بهزاد، وميرزا غلام حسين، علي تجويدي.
الشيعة والمستقبل
يواجه الشيعة العديد من التحديات في المستقبل، بما في ذلك التطرف والإرهاب والتمييز. ومع ذلك، فإن الشيعة لديهم تاريخ طويل من الصمود والمقاومة، ومن المتوقع أن يستمروا في لعب دور مهم في السياسة والثقافة العالمية في السنوات القادمة.
الخاتمة
الشيعة هم ثاني أكبر طائفة إسلامية في العالم، ولديهم تاريخ طويل وحافل بالمآثر. وقد لعب الشيعة دورًا بارزًا في السياسة والثقافة العالمية على مر العصور، ومن المتوقع أن يستمر هذا الدور في المستقبل.