مقدمة
السنة النبوية هي كل ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم، من قول أو فعل أو تقرير، وهي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم. وقد اختلف العلماء في حجية السنة النبوية، فذهب بعضهم إلى أنها حجة قطعية لا يجوز ردها، وذهب آخرون إلى أنها حجة ظنية يجوز ردها إذا تعارضت مع القرآن الكريم. وفي هذا البحث سنتناول حجية السنة النبوية بالتفصيل، وسنناقش الأدلة التي استدل بها كل فريق من العلماء.
أولاً: مفهوم السنة النبوية
السنة النبوية هي كل ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم، من قول أو فعل أو تقرير، سواء كان ذلك في مجال العبادات أو المعاملات أو الأخلاق أو غيرها. وقد وردت كلمة السنة في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 56]، وقوله تعالى: {فَاقْتَدُواْ بِهِ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ} [آل عمران: 31].
ثانيًا: أقسام السنة النبوية
تنقسم السنة النبوية إلى ثلاثة أقسام:
1. السنة القولية: وهي ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول، سواء كان ذلك في مجال العقيدة أو العبادات أو المعاملات أو الأخلاق أو غيرها.
2. السنة الفعلية: وهي ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من فعل، سواء كان ذلك في مجال العبادات أو المعاملات أو الأخلاق أو غيرها.
3. السنة التقريرية: وهي ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من تقرير، أي إقراره لفعل أو قول صدر عن أحد الصحابة دون أن ينكره.
ثالثًا: حجية السنة النبوية
اختلف العلماء في حجية السنة النبوية، فذهب بعضهم إلى أنها حجة قطعية لا يجوز ردها، وذهب آخرون إلى أنها حجة ظنية يجوز ردها إذا تعارضت مع القرآن الكريم.
1. القائلون بحجية السنة النبوية القطعية: استدلوا بعدة أدلة، منها:
– قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر: 7].
– قوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63].
– إجماع الصحابة على الأخذ بالسنة النبوية والعمل بها.
2. القائلون بحجية السنة النبوية الظنية: استدلوا بعدة أدلة، منها:
– قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44].
– قوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122].
– وقوع الاجتهاد في السنة النبوية، مما يدل على أنها ليست قطعية الثبوت.
رابعًا: أدلة حجية السنة النبوية من القرآن الكريم
وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تدل على حجية السنة النبوية، منها:
1. قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر: 7].
2. قوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63].
3. قوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122].
خامسًا: أدلة حجية السنة النبوية من السنة النبوية
وردت في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تدل على حجية السنة النبوية، منها:
1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي”.
2. حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما تركت شيئًا يقربكم إلى الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد بينته لكم”.
3. حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من نبي إلا وقد أوحي إليه أني رسول الله وأن محمدًا عب