المقدمة:
بر الوالدين هو أحد أهم الفرائض الإسلامية، وهو من أعظم القربات إلى الله تعالى، وقد حثّنا الله تعالى في كتابه العزيز وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم على بر الوالدين والإحسان إليهما، والوالدان هما السبب في وجودنا في هذا العالم، وهما اللذان تعبا وسهرا على تربيتنا ورعايتنا حتى أصبحنا كبارًا، لذلك يجب علينا أن نكرمهما ونحسن إليهما ونطيعهما في كل ما لا يغضب الله تعالى.
1. بر الوالدين في القرآن الكريم:
– قال الله تعالى في سورة الإسراء: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23].
– وقال تعالى في سورة لقمان: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِذَا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14].
2. بر الوالدين في السنة النبوية:
– عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: “الصلاة لوقتها”. قلت: ثم أي؟ قال: “بر الوالدين”. قلت: ثم أي؟ قال: “الجهاد في سبيل الله”. [متفق عليه].
– وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف”. قيل: من يا رسول الله؟ قال: “من أدرك والديه عند الكبر أو أحدهما ولم يدخل الجنة” [مسلم].
3. فضل بر الوالدين:
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن تطول حياته ويزيد في رزقه فليصل رحمه وليحسن إلى والديه” [أحمد والترمذي].
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن”. قيل: من يا رسول الله؟ قال: “الذي لا يأمن جاره بوائقه، والذي لا يعطي والديه خيره، والذي لا يحسن إلى ضيفه” [أحمد والترمذي].
4. صور بر الوالدين:
– طاعتهما في المعروف، ولا يجوز طاعتهما في معصية الله تعالى.
– الإحسان إليهما بالقول والفعل، والتوقير لهما واحترامهما.
– رعايتهما والاهتمام بهما، خاصة في حال المرض والشيخوخة.
– تلبية حاجاتهما وتوفير متطلباتهم ورغباتهما المباحة.
– الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة وطلب الثواب من الله تعالى لهما.
5. عقوق الوالدين:
– عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، وقد قال الله تعالى في سورة الإسراء: {وَقُلْ لِرَبِّكَ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الإسراء: 25].
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، والعاق لوالديه، والديوث الذي يقر الفاحشة في أهله” [ابن ماجه].
6. واجبات الأبناء تجاه الوالدين بعد وفاتهما:
– أداء ديونهما إن كان عليهما ديون، وقضاء حوائجهما إن كان عليهما حوائج.
– إتمام مشاريعهما الخيرية إن كان لهما مشاريع خيرية لم يكملاها.
– الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة والإحسان إليهما بالصدقة والاستغفار.
– زيارة قبريهما وقراءة القرآن عليهما والدعاء لهما.
7. بر الوالدين في المجتمع المسلم:
– بر الوالدين ركن أساسي من أركان المجتمع المسلم، وهو من أهم دعائم الاستقرار الأسري والاجتماعي.
– بر الوالدين يسهم في نشر المحبة والألفة والتراحم بين أفراد المجتمع المسلم.
– بر الوالدين يدعو إلى احترام وتوقير كبار السن والحفاظ على قيم وتقاليد المجتمع المسلم.
الخلاصة:
بر الوالدين هو من أهم الفرائض الإسلامية، وهو من أعظم القربات إلى الله تعالى، وقد حثّنا الله تعالى في كتابه العزيز وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم على بر الوالدين والإحسان إليهما، فيجب علينا أن نكرمهما ونحسن إليهما ونطيعهما في كل ما لا يغضب الله تعالى، ومن صور بر الوالدين طاعتهما في المعروف والإحسان إليهما بالقول والفعل وتلبية حاجاتهما والدعاء لهما بالرحمة والمغفرة، وعقوق الوالدين من كبائر الذنوب، واجبات الأبناء تجاه الوالدين بعد وفاتهما أداء ديونهما وقضاء حوائجهما وإتمام مشاريعهما الخيرية والدعاء لهما وزيارة قبريهما، وبر الوالدين ركن أساسي من أركان المجتمع المسلم ويسهم في نشر المحبة والألفة والتراحم بين أفراد المجتمع المسلم.