بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم، هو أولى الآيات في سورة الأحقاف، وهي سورة مكية نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة. تتكون السورة من 35 آية، وهي من السور القصيرة في القرآن الكريم.
وتبدأ السورة بالحمد لله والثناء عليه، ثم تتحدث عن قدرة الله وعظمته، وعن خلقه للسموات والأرض، وعن نعمه على عباده. كما تتحدث السورة عن قصة قوم عاد وقوم ثمود الذين أهلكهم الله بسبب كفرهم وتكذيبهم للرسل.
أولاً: فضل سورة الأحقاف
لسورة الأحقاف فضل كبير، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قرأ سورة الأحقاف في ليلة الجمعة، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى”. كما ورد عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: “من داوم على قراءة سورة الأحقاف، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب”.
ثانياً: دروس وعبر من سورة الأحقاف
تتضمن سورة الأحقاف العديد من الدروس والعبر، منها:
– قدرة الله وعظمته، فهو الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما.
– نعم الله على عباده، فهو الذي رزقهم ورزق آباءهم وأمهاتهم.
– عاقبة الكفر والتكذيب للرسل، فقد أهلك الله قوم عاد وقوم ثمود بسبب كفرهم وتكذيبهم للرسل.
– أهمية الدعاء والتضرع إلى الله، فقد دعا نبي الله هود قومه إلى الإيمان بالله، ولكنهم كذبوه واستهزؤوا به، فدعا عليهم الله وأهلكهم.
ثالثاً: تفسير الآيات الأولى من سورة الأحقاف
تبدأ سورة الأحقاف بالآيات التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم. حم. تنزيل من الرحمن الرحيم. كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون. بشيراً ونذيراً فأعرض أكثرهم فهم معرضون. قالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر وعلى أبصارنا غشاوة فتعال بما تعدنا إن كنت من الصادقين.
وتفسير هذه الآيات:
– بسم الله الرحمن الرحيم: هذه البسملة هي افتتاحية السورة، وهي تعني باسم الله الذي هو الرحمن الرحيم.
– حم: هذه الحروف المقطعة هي بداية السورة، وهي من أسرار القرآن الكريم التي لا يعلم معناها إلا الله تعالى.
– تنزيل من الرحمن الرحيم: أي أن هذا القرآن الكريم أنزله الله تعالى على عباده من رحمته ورأفته بهم.
– كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون: أي أن هذا القرآن الكريم هو كتاب فصلت آياته بوضوح وبيان، وهو نزل باللغة العربية لقوم يعلمون ويعقلون.
– بشيراً ونذيراً فأعرض أكثرهم فهم معرضون: أي أن هذا القرآن الكريم هو بشير بالجنة للمؤمنين ونذير بالنار للكافرين، ولكن أكثر الناس معرضون عن الاستماع إليه واتباعه.
رابعاً: قصص الأنبياء في سورة الأحقاف
تتضمن سورة الأحقاف قصص العديد من الأنبياء، منهم:
– نبي الله هود: هو نبي الله الذي أرسله الله تعالى إلى قوم عاد، ودعاهم إلى الإيمان بالله وترك عبادة الأصنام، ولكنهم كذبوه واستهزؤوا به، فدعا عليهم الله وأهلكهم.
– نبي الله صالح: هو نبي الله الذي أرسله الله تعالى إلى قوم ثمود، ودعاهم إلى الإيمان بالله وترك عبادة الأصنام، ولكنهم كذبوه واستهزؤوا به، فدعا عليهم الله وأهلكهم.
– نبي الله إبراهيم: هو نبي الله الذي أرسله الله تعالى إلى قوم الكلدانيين، ودعاهم إلى الإيمان بالله وترك عبادة الأصنام، ولكنهم كذبوه واستهزؤوا به، فألقوه في النار، ولكن الله تعالى نجاه منها.
خامساً: آيات العقيدة في سورة الأحقاف
تتضمن سورة الأحقاف العديد من آيات العقيدة، منها:
– آيات التوحيد: وهي الآيات التي تثبت وحدانية الله تعالى وأنه هو الخالق والرازق المدبر للكون كله.
– آيات الأسماء والصفات: وهي الآيات التي تتحدث عن أسماء الله تعالى وصفاته.
– آيات البعث والجزاء: وهي الآيات التي تتحدث عن البعث والجزاء يوم القيامة.
– آيات القدر: وهي الآيات التي تتحدث عن قدر الله تعالى وأنه هو الذي يقدر كل شيء.
سادساً: آيات الأحكام في سورة الأحقاف
تتضمن سورة الأحقاف العديد من آيات الأحكام، منها:
– آيات الصلاة: وهي الآيات التي تتحدث عن الصلاة وكيفيتها وأوقاتها.
– آيات الزكاة: وهي الآيات التي تتحدث عن الزكاة وأنواعها ومقدارها.
– آيات الصيام: وهي الآيات التي تتحدث عن الصيام وكيفيته وأوقاته.
– آيات الحج: وهي الآيات التي تتحدث عن الحج وأنواعه ومناسكه.
سابعاً: خاتمة
سورة الأحقاف هي سورة عظيمة من سور القرآن الكريم، وهي تتضمن العديد من الدروس والعبر، وتتحدث عن قصص الأنبياء وآيات العقيدة والأحكام. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قرأ سورة الأحقاف في ليلة الجمعة، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى”.