بوستات عن القسمة والنصيب

بوستات عن القسمة والنصيب

مقدمة

القسمة والنصيب هما مفهومان أساسيان في الإسلام. يعتقد المسلمون أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يحدد مصير كل إنسان في هذه الحياة، وأن كل ما يحدث في حياتنا هو بقضاء الله وقدره.

محتوى المقال

القسمة والنصيب في القرآن الكريم والسنة النبوية:

– ورد ذكر القسمة والنصيب في العديد من آيات القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: {وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَبْدِلُوا زَوْجًا مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [النساء: 20].

– وفي السنة النبوية، وردت أحاديث كثيرة عن القسمة والنصيب، ومنها حديث رواه البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله قسم الأرزاق والآجال والأعمال ليلة القدر”.

حكمة الله في القسمة والنصيب:

– حكمة الله في القسمة والنصيب عديدة، ومنها أنه سبحانه وتعالى يريد أن يمتحن عباده ويميز الصابرين منهم عن غيرهم، كما قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].

– ومن حكمة الله في القسمة والنصيب أنه سبحانه وتعالى يريد أن يظهر قدرته على تدبير الكون وتسييره، كما قال تعالى: {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 189].

التوكل على الله والرضى بالقسمة والنصيب:

– اعلم أن التوكل على الله والرضى بالقسمة والنصيب من أهم صفات المؤمن، كما قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 3].

– ومن كان قانعا راضيا بقسمة الله ونصيبه، فإن الله سبحانه وتعالى يبارك له في رزقه ويسعده في حياته، كما قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2-3].

الرضا بالقسمة والنصيب لا يعني الكسل والتقاعس عن العمل:

– إن الرضا بالقسمة والنصيب لا يعني الكسل والتقاعس عن العمل، بل على العكس يجب على المسلم أن يسعى ويبذل قصارى جهده لتحسين وضعه وزيادة رزقه، كما قال تعالى: {وَأَنْكَدَحُوا لِأَنْفُسِهِمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ} [النحل: 11].

– وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على الذين يسعون ويكدحون في سبيل كسب الرزق، فقال تعالى: {الَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].

– وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده”.

الحسد والحقد من صفات المنافقين:

– إن الحسد والحقد من صفات المنافقين، ومن علامات عدم الرضا بالقسمة والنصيب، كما قال تعالى: {فَإِنْ أَعْطَوْهُمْ مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطُوهَا إِيَّاهُمْ إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} [التوبة: 58].

– وقد حذر الله سبحانه وتعالى من الحسد والحقد، فقال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63].

قصة سيدنا أيوب عليه السلام مثال على الصبر والرضا بالقضاء والقدر:

– قصة سيدنا أيوب عليه السلام مثال على الصبر والرضا بالقضاء والقدر، فقد ابتلي سيدنا أيوب بالعديد من المصائب والابتلاءات، ولكنه ظل صابرا محتسبا راضيا بقضاء الله وقدره، حتى فرج الله عنه كربه وأعاده إلى سابق عهده.

– وقد قال الله سبحانه وتعالى عن سيدنا أيوب عليه السلام: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 44].

الدعاء إلى الله تعالى لتغيير القسمة والنصيب:

– إن الدعاء إلى الله تعالى لتغيير القسمة والنصيب مشروع ومستحب، ولكن يجب أن يكون الدعاء خالصا لله تعالى، وأن يكون الداعي صادقا في دعائه، ويقينا في أن الله سبحانه وتعالى قادر على تغيير القسمة والنصيب.

– وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”.

– ويجب على الداعي أن يكثر من الدعاء في الأوقات المستجابة، ومنها الثلث الأخير من الليل، وعند السجود، وعند الأذان، وبعد الصلاة المكتوبة.

خاتمة

القسمة والنصيب من الأمور التي لا ينبغي للمسلم أن يشغل باله بها، بل عليه أن يتوكل على الله ويرضى بقسمته ونصيبه، وأن يسعى ويبذل قصارى جهده لتحسين وضعه وزيادة رزقه، وأن يدعو الله تعالى لتغيير قسمته ونصيبه إذا كان ذلك خيرا له.

أضف تعليق