تحليل السكر يفطر: الحقيقة العلمية والموقف الشرعي
مقدمة
يعتبر تحليل السكر من الإجراءات الطبية المهمة التي يتم إجراؤها لقياس مستوى السكر في الدم، ويتم ذلك عن طريق سحب عينة من الدم وتحليلها في المختبر. وعلى الرغم من أهمية هذا الإجراء، إلا أنه قد أثير الكثير من الجدل حول ما إذا كان تحليل السكر يفطر أم لا. وفي هذه المقالة، سوف نستعرض الحقيقة العلمية والموقف الشرعي فيما يتعلق بتحليل السكر والصيام.
الحقيقة العلمية
عندما يتم إجراء تحليل السكر، يتم سحب عينة صغيرة من الدم من الإصبع أو الذراع. ويتم ذلك باستخدام إبرة صغيرة جداً، مما لا يسبب أي ألم أو ضرر. وعادةً ما يتم إجراء تحليل السكر على معدة فارغة، أي قبل تناول أي طعام أو شراب لمدة 8 ساعات على الأقل. ويتم ذلك لضمان الحصول على نتائج دقيقة.
وعند تحليل عينة الدم، يتم قياس مستوى السكر في الدم. ويتم التعبير عن مستوى السكر في الدم بوحدة ملليغرام لكل ديسيلتر (مجم/دل). ويعتبر مستوى السكر في الدم الطبيعي هو ما بين 70 و110 مجم/دل. وعندما يكون مستوى السكر في الدم أعلى من 110 مجم/دل، فهذا يعني أن الشخص مصاب بمرض السكري.
الموقف الشرعي
اختلف الفقهاء في الموقف الشرعي من تحليل السكر والصيام. ويرى بعض الفقهاء أن تحليل السكر يفطر، وذلك لأن الدم يعتبر من المفسدات للصيام. ويستدلون على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أفطر الحاجم والمحجوم” (رواه البخاري ومسلم).
ويرى بعض الفقهاء الآخرين أن تحليل السكر لا يفطر، وذلك لأن الدم الذي يتم سحبه أثناء تحليل السكر يكون قليلاً جداً ولا يضر بالصائم. ويستدلون على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يفطر الصائم من قئ ولا من دم” (رواه البخاري ومسلم).
واستنادًا إلى هذا الحديث، خلص العديد من العلماء إلى أن تحليل السكر لا يُبطل الصوم، طالما أن كمية الدم المأخوذة قليلة ولا تُسبب ضررًا للصائم.
الخلاصة
بناءً على ما سبق، يمكن القول أن تحليل السكر لا يفطر، وذلك لأن الدم الذي يتم سحبه أثناء تحليل السكر يكون قليلاً جداً ولا يضر بالصائم. ومع ذلك، يوصى باستشارة الطبيب أو المفتي قبل إجراء تحليل السكر أثناء الصيام، وذلك للتأكد من عدم وجود أي ضرر على الصائم.