ترتيب السور حسب النزول

ترتيب السور حسب النزول

ترتيب السور حسب النزول

مقدمة

ترتيب سور القرآن الكريم هو الترتيب الذي وضعه الخلفاء الراشدون بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يختلف عن الترتيب الزمني لنزول السور، حيث نزل بعض السور التي وردت في نهاية المصحف قبل سور أخرى وردت في بدايته، وقد كان هذا الترتيب محل خلاف بين العلماء، ولكن الرأي الراجح هو أن ترتيب السور الحالي هو الأفضل، حيث إنه يراعي التدرج في التشريع، والانتقال من الأحكام العامة إلى الأحكام الخاصة، ومن العقائد إلى العبادات والمعاملات.

مراحـل ترتيب السور في المصحف

مر ترتيب سور القرآن الكريم بثلاث مراحل رئيسية، وهي:

1. مرحلة جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق:

بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، أمر أبو بكر الصديق رضي الله عنه بجمع القرآن الكريم، وذلك خوفًا من ضياعه، فجمعه زيد بن ثابت رضي الله عنه من الرقاع والألواح والعظام التي كان يكتب عليها القرآن، ورتبه حسب اجتهاده، ولم يعتمد في ذلك على ترتيب النزول.

2. مرحلة ترتيب السور في عهد عثمان بن عفان:

في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، اجتمع الصحابة على ترتيب السور في المصحف، واتفقوا على أن يبدأ المصحف بسورة الفاتحة، وينتهي بسورة الناس، وأن يرتبوا السور بينهما حسب طولها، فكانت أطول السور في البداية وأقصرها في النهاية، وهذا الترتيب هو الذي سار عليه الناس إلى يومنا هذا.

3. مرحلة كتابة المصحف في عهد علي بن أبي طالب:

في عهد الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كتب المصحف على النحو الذي هو عليه الآن، وتم توزيعه على الأمصار الإسلامية، وأصبح هذا المصحف هو المرجع الرسمي للقرآن الكريم.

أسباب اختلاف ترتيب النزول عن ترتيب السور في المصحف

هناك عدة أسباب لاختلاف ترتيب النزول عن ترتيب السور في المصحف، منها:

1. مراعاة التدرج في التشريع: حيث نزلت السور في البداية تتضمن الأحكام العامة، ثم نزلت بعد ذلك السور التي تتضمن الأحكام الخاصة، فكان من المناسب ترتيب السور في المصحف حسب هذا التدرج.

2. الانتقال من العقائد إلى العبادات والمعاملات: حيث نزلت السور في البداية تتضمن العقائد الأساسية للإسلام، ثم نزلت بعد ذلك السور التي تتضمن العبادات والمعاملات، فكان من المناسب ترتيب السور في المصحف حسب هذا الانتقال.

3. مراعاة طول السور: حيث كان من المناسب ترتيب السور في المصحف حسب طولها، فكانت أطول السور في البداية وأقصرها في النهاية، وذلك تسهيلاً للبحث عن السور وقراءتها.

أهمية ترتيب السور في المصحف

ترتيب السور في المصحف له أهمية كبيرة، منها:

1. حفظ القرآن الكريم من الضياع: حيث إن ترتيب السور في المصحف يسهل حفظه وتلاوته، ويمنع وقوع أي تحريف أو زيادة أو نقص فيه.

2. تسهيل البحث عن السور وقراءتها: حيث إن ترتيب السور في المصحف يسهل على القارئ العثور على السورة التي يريد قراءتها، ويجعله قادرًا على تلاوة القرآن الكريم بشكل متسلسل ومنظم.

3. فهم القرآن الكريم وتفسيره: حيث إن ترتيب السور في المصحف يراعي التدرج في التشريع والانتقال من العقائد إلى العبادات والمعاملات، مما يساعد على فهم القرآن الكريم وتفسيره بشكل صحيح.

خاتمـة

ترتيب السور في المصحف هو ترتيب متقن ومدروس، وهو يراعي التدرج في التشريع والانتقال من العقائد إلى العبادات والمعاملات، كما أنه يسهل حفظ القرآن الكريم وتلاوته وفهمه وتفسيره. لذلك، يجب على المسلمين أن يحافظوا على هذا الترتيب ولا يغيروه.

أضف تعليق