مقدمة:
القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة الوحي عن طريق سيدنا جبريل عليه السلام، وهو المعجزة الخالدة للرسول الكريم، وقد نزل القرآن الكريم على فترات متقطعة على مدى 23 عاماً، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتلوه على الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، فكانوا يحفظونه ويحرصون على تدوينه، وبعد وفاة الرسول الكريم اجتهد الصحابة رضوان الله عليهم في جمع القرآن الكريم وتدوينه في مصحف واحد، وقد تم ذلك في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث أمر بجمع القرآن الكريم من جميع أنحاء الدولة الإسلامية وتدوينه في مصحف واحد موحد، وقد سمي هذا المصحف بالمصحف العثماني، وهو المصحف الذي بين أيدينا اليوم.
ترتيب السور في المصحف حسب ترتيب النزول:
1. السور المكية:
الفترة الأولى: هي الفترة التي سبقت الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، وفي هذه الفترة نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم السور المكية القصيرة، مثل سورة الفاتحة وسورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة النصر.
الفترة الثانية: هي الفترة التي تلت الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، وفي هذه الفترة نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم السور المكية الطويلة، مثل سورة البقرة وسورة آل عمران وسورة النساء وسورة المائدة.
الفترة الثالثة: هي الفترة التي سبقت غزوة بدر الكبرى، وفي هذه الفترة نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم السور المكية التي تحث على الجهاد والقتال، مثل سورة الأنفال وسورة التوبة وسورة الأحزاب وسورة محمد.
2. السور المدنية:
الفترة الأولى: هي الفترة التي تلت غزوة بدر الكبرى، وفي هذه الفترة نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم السور المدنية القصيرة، مثل سورة النور وسورة الحجرات وسورة المنافقون.
الفترة الثانية: هي الفترة التي تلت غزوة أحد، وفي هذه الفترة نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم السور المدنية الطويلة، مثل سورة آل عمران وسورة المائدة وسورة الحديد وسورة المجادلة.
الفترة الثالثة: هي الفترة التي تلت غزوة الخندق، وفي هذه الفترة نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم السور المدنية التي تتناول أحكام المعاملات والعقوبات، مثل سورة البقرة وسورة النساء وسورة المائدة.
أهمية معرفة ترتيب السور في المصحف حسب ترتيب النزول:
معرفة ترتيب السور في المصحف حسب ترتيب النزول يساعد على فهم القرآن الكريم بشكل أفضل، حيث أن السور المكية نزلت في مكة المكرمة قبل الهجرة النبوية، بينما نزلت السور المدنية في المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية، وهذا الاختلاف في المكان والزمان قد أثر على مضمون ومحتوى السور.
معرفة ترتيب السور في المصحف حسب ترتيب النزول يساعد على فهم أسباب نزول السور، حيث أن أسباب نزول السور ترتبط بالأحداث والوقائع التي حدثت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
معرفة ترتيب السور في المصحف حسب ترتيب النزول يساعد على فهم التطور التشريعي في الإسلام، حيث أن السور المكية تحتوي على الأحكام التشريعية الأساسية، بينما السور المدنية تحتوي على الأحكام التشريعية التفصيلية.
خاتمة:
ترتيب السور في المصحف حسب ترتيب النزول هو أمر مهم وضروري لفهم القرآن الكريم بشكل أفضل، حيث أن هذا الترتيب يساعد على فهم مضمون ومحتوى السور وأسباب نزولها والتطور التشريعي في الإسلام.