الوالدين فضل عظيم عليك
مقدمة:
الوالدان هما عمود الأسرة والمجتمع، فلولا الوالدان لما وجدنا على وجه الأرض، فهم من ربانا وأطعمنا وأسقانا وأحسنوا تربيتنا، لهم فضل عظيم علينا لا يمكن أن نوفيه حقه مهما فعلنا، فهم سبب وجودنا في هذه الحياة، ومن واجبنا أن نكرمهما ونقدرهما ونطيعهما ونحافظ عليهما، فحقهما علينا عظيم.
1. فضل الوالدين في الإسلام:
– في الإسلام، أمرنا الله سبحانه وتعالى بتكريم الوالدين والإحسان إليهما، وأوعد من يعقهما بالعقاب الشديد، وقد قال تعالى في كتابه الكريم: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا” (الاسراء: 23).
– وفي السنة النبوية الشريفة، وردت العديد من الأحاديث التي توضح فضل الوالدين، منها ما رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الجنة تحت أقدام الأمهات”.
– فعقوق الوالدين من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب، وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى منه، قال تعالى: “وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا” (الإسراء: 24).
2. بر الوالدين:
– بر الوالدين من أعظم العبادات وأجل الأعمال الصالحة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بر الوالدين أفضل من الجهاد في سبيل الله”.
– ومن صور بر الوالدين: طاعتهما والإحسان إليهما وتوقيرهما واحترامهما والإنفاق عليهما والدعاء لهما والاستغفار لهما بعد وفاتهما.
– ومن واجبات الأبناء تجاه والديهم:
– طاعتهما والإحسان إليهما في جميع أمور الحياة، إلا إذا أمراهم بمعصية الله سبحانه وتعالى.
– تقديم الاحترام والتقدير لهما في جميع المواقف.
– الإنفاق عليهما إذا كانا محتاجين.
– الدعاء لهما بالصحة والعافية في الدنيا والآخرة.
3. فضائل بر الوالدين:
– لبر الوالدين فضائل عظيمة، منها:
– رضا الله سبحانه وتعالى.
– دخول الجنة.
– زيادة الرزق والبركة في الحياة.
– طول العمر.
– المحبة والاحترام من الناس.
– السعادة والطمأنينة في الدنيا والآخرة.
4. آثار عقوق الوالدين:
– عقوق الوالدين من أعظم الكبائر وأعظم الذنوب، ومن آثاره السلبية:
– سخط الله سبحانه وتعالى.
– دخول النار.
– حرمان الأبناء من بركة الله في حياتهم.
– قلة الرزق والبركة في الحياة.
– قصر العمر.
– بغض الناس وكراهيتهم.
– الشقاء والتعاسة في الدنيا والآخرة.
5. كيف نبر والدينا؟
– يمكننا أن نبر والدينا من خلال القيام بالعديد من الأمور البسيطة، ومنها:
– طاعتهما في كل أمر إلا ما فيه معصية لله سبحانه وتعالى.
– إحسان معاملتهما والتحدث إليهما بالكلام الطيب.
– تقديم الدعم والمساعدة لهما في جميع أمور الحياة.
– العناية بهما في حالة المرض أو الكبر.
– الدعاء لهما بالصحة والعافية في الدنيا والآخرة.
6. أمثلة على بر الوالدين:
– من الأمثلة على بر الوالدين التي ذكرت في التاريخ:
– قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي هاجر مع والديه إلى أرض الشام وأحسن معاملتهما.
– قصة سيدنا يوسف عليه السلام الذي أحسن إلى والديه عندما جاءوا إليه في مصر.
– قصة سيدنا لقمان الحكيم الذي كان يوصي أبناءه ببر الوالدين ويعلمهم الحكمة والموعظة الحسنة.
7. أمثلة على عقوق الوالدين:
– ومن الأمثلة على عقوق الوالدين التي ذكرت في التاريخ:
– قصة سيدنا نوح عليه السلام الذي دعا على ابنه لأنه عصاه ولم يستجب لدعوته.
– قصة سيدنا إبليس الذي عصى الله سبحانه وتعالى عندما أمره بالسجود لآدم عليه السلام.
– قصة سيدنا يعقوب عليه السلام الذي حزن على ابنه يوسف عندما ظن أنه مات.
الخاتمة:
ختامًا، الوالدان هما أغلى ما نملك في هذه الحياة، فلنحسن معاملتهما ونطيعهما ونحافظ عليهما ونبرهما، فحقهما علينا عظيم، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لبر والدينا والإحسان إليهما وأن يجزيهما عنا خير الجزاء.