مقدمة
الإيمان هو التصديق الجازم بشيء ما، وهو اعتقاد راسخ بأن شيئًا ما هو حقيقي أو صحيح، ويمكن أن يكون الإيمان دينيًا أو علميًا أو فلسفيًا أو شخصيًا، وفي هذا المقال سوف نتعرف على تعريف الإيمان شرعًا، وأركانه، وفضله، وما يناقضه، والفرق بينه وبين الإسلام، وكيفية تقويته.
أولاً: تعريف الإيمان شرعًا
الإيمان في الشريعة الإسلامية هو التصديق الجازم بكل ما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله تعالى، سواء كان ذلك اعتقادًا أو قولًا أو عملًا.
الإيمان هو التصديق الجازم بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
الإيمان هو الثقة الكاملة بالله تعالى، واليقين بأن الله تعالى هو المدبر لكل شيء، وأن كل ما يحدث في هذا الكون هو بإرادته وقضائه وقدره.
ثانيًا: أركان الإيمان
الإيمان بالله تعالى: وهو التصديق الجازم بوجود الله تعالى، وتوحيده، وأنه هو الخالق المدبر لكل شيء.
الإيمان بالملائكة: وهم مخلوقات نورانية خلقها الله تعالى لعبادته وتنفيذ أوامره.
الإيمان بالكتب السماوية: وهي الكتب التي أنزلها الله تعالى على رسله لهداية الناس، وهي: التوراة والإنجيل والزبور والقرآن الكريم.
الإيمان بالرسل: وهم الذين اصطفاهم الله تعالى لهداية الناس إلى طريق الحق، وهم على رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
الإيمان باليوم الآخر: وهو اليوم الذي ينتهي فيه هذا العالم وتقوم فيه القيامة، ويحاسب فيه الناس على أعمالهم في الدنيا.
الإيمان بالقدر: وهو التصديق الجازم بأن كل ما يحدث في هذا الكون هو بتقدير الله تعالى، وأنه لا يحدث شيء إلا بإذنه ومشيئته.
ثالثًا: فضل الإيمان
الإيمان هو مفتاح الجنة: قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
الإيمان هو سبب النجاة من النار: قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
الإيمان هو سبب السعادة في الدنيا والآخرة: قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}.
رابعًا: ما يناقض الإيمان
الشرك بالله تعالى: وهو أن يجعل الإنسان مع الله تعالى شريكًا في العبادة، أو أن يعتقد أن هناك إلهًا آخر غير الله تعالى.
الكفر بالله تعالى: وهو أن ينكر الإنسان وجود الله تعالى، أو أن يشك في وجوده، أو أن يلحد في صفاته.
النفاق: وهو أن يظهر الإنسان الإيمان ويخفي الكفر، أو أن يتظاهر بالإيمان لأجل مصلحة دنيوية.
الردة عن الإسلام: وهو أن يخرج الإنسان من دين الإسلام بعد أن كان مسلمًا، أو أن يرتكب فعلًا من أفعال الردة، مثل: السجود لغير الله تعالى، أو شتم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أو سب الدين الإسلامي.
الإلحاد: وهو أن ينكر الإنسان وجود الله تعالى، أو أن يشك في وجوده، أو أن يلحد في صفاته.
خامسًا: الفرق بين الإيمان والإسلام
الإيمان هو التصديق الجازم بكل ما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله تعالى، سواء كان ذلك اعتقادًا أو قولًا أو عملًا.
الإسلام هو الخضوع لله تعالى والاستسلام لأوامره ونواهيه، وهو يشمل الإيمان والأعمال الصالحة.
الإيمان أصل والإسلام فرع، فالإيمان هو أساس الإسلام، ولا يمكن أن يكون الإنسان مسلمًا إلا إذا كان مؤمنًا.
سادسًا: كيفية تقوية الإيمان
كثرة ذكر الله تعالى: قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.
كثرة قراءة القرآن الكريم: قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}.
الصلاة والعبادات الأخرى: قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}.
مخالطة أهل الإيمان: قال تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.
خاتمة
الإيمان هو أساس الدين الإسلامي، وهو مفتاح الجنة وسبب النجاة من النار، وهو سبب السعادة في الدنيا والآخرة، والإيمان هو التصديق الجازم بكل ما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله تعالى، سواء كان ذلك اعتقادًا أو قولًا أو عملًا، ويمكن تقوية الإيمان من خلال كثرة ذكر الله تعالى، وكثرة قراءة القرآن الكريم، والصلاة والعبادات الأخرى، ومخالطة أهل الإيمان.