تفسير الفيل

تفسير الفيل

تفسير الفيل

مقدمة:

سورة الفيل هي سورة مكية قصيرة، تتكون من خمس آيات. نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ولادته بقليل، وتتحدث عن قصة أصحاب الفيل الذين حاولوا هدم الكعبة المشرفة. وقد سميت السورة بهذا الاسم نسبة إلى ذكر الفيل فيها، حيث وردت كلمة “الفيل” في الآية الأولى من السورة.

أصحاب الفيل:

كان أصحاب الفيل هم جيشًا من الأحباش بقيادة أبرهة الحبشي، والي اليمن آنذاك. وكان أبرهة قد بنى كنيسة في صنعاء سماها “القلّيس”، وأراد أن يجعل الناس يتعبدون فيها بدلاً من الكعبة المشرفة. فلما لم يستجب الناس لدعوته، غضب وقرر هدم الكعبة.

مسير أصحاب الفيل إلى مكة:

جهز أبرهة جيشًا كبيرًا من الأحباش والفيلة، وسار بهم إلى مكة. وكان معه فيل ضخم اسمه “محمود”. وعندما وصل أصحاب الفيل إلى مكة، نصبوا معسكرهم على جبل أبي قبيس، وأعدوا آلات الحصار لهدم الكعبة.

فشل أصحاب الفيل في هدم الكعبة:

عندما حاول أصحاب الفيل هدم الكعبة، لم يستطيعوا ذلك. فقد أرسل الله عليهم طيرًا أبابيل تحمل حجارة من سجيل، فرمت بها على رؤوسهم، فجعلت أجسادهم تتساقط كأوراق الشجر. وباءت محاولة أصحاب الفيل في هدم الكعبة بالفشل، وبقي البيت الحرام شامخًا.

دروس وعبر من قصة أصحاب الفيل:

هناك العديد من الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من قصة أصحاب الفيل، منها:

1. عظمة الله تعالى وقدرته على حماية بيته الحرام من أي عدوان أو هدم.

2. أن الله تعالى يدافع عن أوليائه وينصرهم على أعدائهم.

3. أن البغي والعدوان لا يفلح صاحبهما، وأن الله تعالى يهيئ لهم من الأسباب ما يجعلهم ينالون جزاءهم العادل.

فضل قراءة سورة الفيل:

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ سورة الفيل في صلاة الفجر. كما ورد عن بعض الصحابة أنهم كانوا يقرأون سورة الفيل عند النوم، وذلك لاعتقادهم بأنها تحفظهم من شرور الجن والشياطين.

الاستشهاد بسورة الفيل في القرآن الكريم:

وردت الإشارة إلى سورة الفيل في موضع آخر من القرآن الكريم، وذلك في سورة التكوير، حيث قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} [التكوير: 1].

خاتمة:

سورة الفيل هي سورة قصيرة ذات معاني عظيمة. وهي تدعونا إلى التوكل على الله تعالى، والاعتماد عليه في حمايتنا من شرور أعدائنا. كما تدعونا إلى الإيمان بنصر الله تعالى لعباده المؤمنين، وأن البغي والعدوان لا يفلح صاحبهما.

أضف تعليق