تفسير اية يسألونك عن الخمر والميسر

تفسير اية يسألونك عن الخمر والميسر

المدخل:

يشرع الإسلام للفرد والمجتمع الخير، ويمنع عنهما الضرر، وقد اختلف العلماء في حكم الخمر والميسر، حيث اعتبره جماعة من العلماء من المحظورات، لما يترتب عليه من أضرار اجتماعية ونفسية واقتصادية وصحية للجماعة، في حين اعتبر الآخرون أن الخمر والميسر من المباحات، وأن تحريمهما كان تدريجيا، لكن حديثنا اليوم يدور حول تفسير الآية القرآنية: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا”, وسنلقي الضوء على الحكم الشرعي لكل منها، وموقف الفقهاء من هاتين الآفتين.

الحكم الشرعي للخمر والميسر:

1. حكم الخمر في القرآن الكريم:

حرم الإسلام تناول الخمر، حيث ورد في سورة المائدة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”.

وقد نهى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) عن الخمر وأمر باجتنابها، حيث قال: “الخمر أم الخبائث فمن شربها فقد عصى الله ورسوله”.

2. حكم الميسر في القرآن الكريم:

أدرج الشارع الإسلامي الميسر ضمن قائمة المحرمات، حيث يقول الله تعالى: “وَالَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا”.

وقد ورد النهي عن الميسر في العديد من أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم)، حيث قال: “من لعب بالنردشير فقد عصى الله ورسوله”.

3. موقف الفقهاء من الخمر والميسر:

اتفق فقهاء المذاهب الأربعة على تحريم الخمر والميسر، حيث اعتبروهما من الكبائر التي تستوجب العقاب والعقوبة.

ويرى جمهور الفقهاء أن الخمر والميسر من المحرمات المغلظة، وأن تناولهما يؤدي إلى إثم عظيم وضرر كبير للإنسان والمجتمع.

4. أضرار الخمر والميسر الصحية والنفسية:

يتسبب تناول الخمر في الإصابة بأمراض الكبد والقلب والسرطان، كما يؤثر على الجهاز العصبي والدماغ، وقد يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.

أما الميسر، فهو ينطوي على الكثير من الأضرار النفسية والاجتماعية، حيث يؤدي إلى الإدمان والفقر وفقدان الثقة بالنفس، وقد يؤدي إلى الانتحار في بعض الحالات.

5. أضرار الخمر والميسر الاجتماعية والاقتصادية:

يتسبب تناول الخمر والميسر في تفكك الأسرة وزيادة معدل الجريمة، كما يؤثر على الإنتاجية الاقتصادية، وقد يؤدي إلى الإفلاس والديون.

6. حكم شرب الخمر والميسر في بعض الحالات الاستثنائية:

يجوز استخدام الخمر والميسر في بعض الحالات الاستثنائية، مثل استخدام الخمر في بعض الأدوية، أو استخدام الميسر في بعض ألعاب الأطفال.

إلا أن هذه الحالات الاستثنائية يجب أن تكون محدودة ومقيدة، وأن لا تتسبب في أي ضرر للإنسان أو المجتمع.

الخاتمة:

يتضح من خلال الآية القرآنية والأحاديث النبوية، أن الخمر والميسر من الآفات التي حرمها الإسلام، وذلك لما يترتب عليهما من أضرار صحية ونفسية واجتماعية واقتصادية. وقد اتفق الفقهاء على تحريمهما والنهي عن تناولهما، كما شددوا على خطورة الإدمان عليهما، وأن من يتناول الخمر أو يمارس الميسر، فقد ارتكب إثما عظيما يستوجب العقوبة والعقاب.

أضف تعليق