تقرير عن المحكم والمتشابه

تقرير عن المحكم والمتشابه

تقرير عن المحكم والمتشابه

مقدمة

المحكم والمتشابه من المعاني المهمة في القرآن الكريم، حيث أن القرآن الكريم هو معجزة الله الخالدة، وقد أُنزل على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بلسان عربي مبين، وفيه من الآيات ما هو محكم وما هو متشابه، فالمحكم هو ما كان واضح المعنى لا لبس فيه، والمتشابه هو ما كان محتمل المعنى يحتاج إلى تفسير وتأويل.

أقسام المحكم

ينقسم المحكم إلى قسمين:

المحكم ذاته: وهو ما كان واضح المعنى بنفسه، لا يحتاج إلى دليل أو تفسير، مثل قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1].

المحكم بغيره: وهو ما كان يحتاج إلى دليل أو تفسير ليتضح معناه، مثل قوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [النور: 56].

أقسام المتشابه

ينقسم المتشابه إلى ثلاثة أقسام:

المتشابه ذاته: وهو ما كان غامض المعنى لا يمكن فهمه إلا من خلال النبي -صلى الله عليه وسلم-، مثل قوله تعالى: ﴿وَلا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾ [آل عمران: 7].

المتشابه بغيره: وهو ما كان محتمل المعنى يمكن فهمه من خلال أدلة أخرى، مثل قوله تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ﴾ [المؤمنون: 97].

المتشابه الإجمالي: وهو ما كان غامض المعنى لا يمكن فهمه إلا من خلال النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكن يمكن معرفة حكمه الشرعي من خلال أدلة أخرى، مثل قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: 32].

حكم تفسير المحكم والمتشابه

حكم تفسير المحكم والمتشابه هو من المسائل الخلافية بين أهل العلم، فمنهم من قال بأن تفسير المحكم واجب، وتفسير المتشابه جائز، ومنهم من قال بأن تفسير المحكم والمتشابه واجب، ومنهم من قال بأن تفسير المحكم والمتشابه جائز.

أدلة القائلين بوجوب تفسير المحكم والمتشابه

استدل القائلون بوجوب تفسير المحكم والمتشابه بعدد من الأدلة، من أهمها:

قوله تعالى: ﴿وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْرَابِ فَتَلَاهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ﴾ [الشعراء: 195].

قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾ [إبراهيم: 4].

قوله -صلى الله عليه وسلم-: “بلغوا عني ولو آية”.

أدلة القائلين بجواز تفسير المحكم والمتشابه

استدل القائلون بجواز تفسير المحكم والمتشابه بعدد من الأدلة، من أهمها:

قوله تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: 44].

قوله -صلى الله عليه وسلم-: “من فسر القرآن برأيه فقد أخطأ”.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يحل لأحد أن يتكلم في كتاب الله إلا عالم أو متعلم”.

أدلة القائلين بوجوب تفسير المحكم دون المتشابه

استدل القائلون بوجوب تفسير المحكم دون المتشابه بعدد من الأدلة، من أهمها:

قوله تعالى: ﴿مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾ [آل عمران: 7].

قوله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا قال أهل التفسير في شيء برأيهم فقد قالوا فيه برأيهم”.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: “ليس لأحد أن يفسر القرآن إلا من علمه”.

الرأي الراجح في حكم تفسير المحكم والمتشابه

الرأي الراجح في حكم تفسير المحكم والمتشابه هو جواز تفسير المحكم والمتشابه، مع مراعاة الضوابط الشرعية في التفسير، مثل:

أن يكون المفسِّر عالماً باللغة العربية.

أن يكون المفسِّر عالماً بأصول التفسير.

أن يكون المفسِّر عالماً بعلوم القرآن.

أن يكون المفسِّر متخلقاً بالأخلاق الفاضلة.

الخاتمة

المحكم والمتشابه من المعاني المهمة في القرآن الكريم، وقد أُنزل القرآن الكريم على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بلسان عربي مبين، وفيه من الآيات ما هو محكم وما هو متشابه، فالمحكم هو ما كان واضح المعنى لا لبس فيه، والمتشابه هو ما كان محتمل المعنى يحتاج إلى تفسير وتأويل. وقد ذكرنا في هذا المقال أقسام المحكم والمتشابه، وحكم تفسير المحكم والمتشابه، والرأي الراجح في حكم تفسير المحكم والمتشابه.

أضف تعليق