تنزيه الأنبياء عن تسفيه الأغبياء pdf

تنزيه الأنبياء عن تسفيه الأغبياء pdf

تنزيه الأنبياء عن تسفيه الأغبياء

المقدمة:

الأنبياء هم رسل الله تعالى إلى البشر، وقد اصطفاهم الله تعالى من بين عباده ليكونوا قدوة لهم ويهدوهم إلى الصراط المستقيم، وقد أرسل الله تعالى الأنبياء إلى كل أمة من الأمم ليبلغوهم رسالته ويدعوهم إلى توحيده وعبادته، وقد تعرض الأنبياء في دعوتهم إلى كثير من الأذى والاضطهاد من أقوامهم، إلا أنهم صبروا وتحملوا وصابروا حتى بلغوا رسالة ربهم، ومن صفات الأنبياء عليهم السلام العصمة من الخطأ، وهذا يعني أنهم معصومون من الكبائر والصغائر، كما أنهم معصومون من قول الزور والباطل، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تنزه الأنبياء عن قول الزور والباطل، بالإضافة إلى السنة النبوية الشريفة التي ورد فيها العديد من الأحاديث التي تنزه الأنبياء عن قول الزور والباطل، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن تنزيه الأنبياء عن تسفيه الأغبياء.

أولاً: معنى تسفيه الأغبياء:

تسفيه الأغبياء هو أن يصف المرء شخصًا آخر بأنه غبي أو أحمق، أو أن يوجه إليه عبارات فيها ازدراء أو احتقار، أو أن يسخر منه أو يتندر عليه، ويُعتبر تسفيه الأغبياء من الأمور المنهي عنها في الإسلام، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تنهى عن تسفيه الأغبياء، ومن هذه الآيات قوله تعالى: “وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا” [سورة الفرقان: الآية 72]، وقوله تعالى: “وَلا تَسْخَرُوا مِنْهُمْ فَيَسْخَرُوا مِنْكُمْ” [سورة الحجرات: الآية 11].

ثانيًا: أسباب النهي عن تسفيه الأغبياء:

هناك العديد من الأسباب التي دعت إلى النهي عن تسفيه الأغبياء، ومن هذه الأسباب:

1. أن تسفيه الأغبياء يُعد اعتداءً على كرامة الإنسان وحقوقه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه” [رواه مسلم].

2. أن تسفيه الأغبياء يُولد العداوة والبغضاء بين الناس، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا” [رواه البخاري ومسلم].

3. أن تسفيه الأغبياء يُعد إثمًا كبيرًا عند الله تعالى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سب مؤمنًا فقد كفر، ومن لعنه فقد كفر” [رواه البخاري ومسلم].

ثالثًا: حكم تسفيه الأغبياء:

حكم تسفيه الأغبياء هو التحريم، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تنهى عن تسفيه الأغبياء، ومن هذه الآيات قوله تعالى: “وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا” [سورة الفرقان: الآية 72]، وقوله تعالى: “وَلا تَسْخَرُوا مِنْهُمْ فَيَسْخَرُوا مِنْكُمْ” [سورة الحجرات: الآية 11].

رابعًا: عقوبة تسفيه الأغبياء:

عقوبة تسفيه الأغبياء هي الإثم الكبير عند الله تعالى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سب مؤمنًا فقد كفر، ومن لعنه فقد كفر” [رواه البخاري ومسلم].

خامسًا: كيفية التعامل مع الأغبياء:

إذا كنت مضطرًا إلى التعامل مع شخص غبي، فعليك أن تتعامل معه بأدب واحترام، ولا تسفهه أو تسخر منه أو تتندر عليه، بل عليك أن تحاول أن تتفهم وجهة نظره ومشاعره، وأن تحاول أن تتواصل معه بطريقة إيجابية وبناءة.

سادسًا: فضل الصبر على الأغبياء:

من صبر على الأغبياء وحسن معاملتهم، فإن له أجرًا عظيمًا عند الله تعالى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صبر على الجاهل فقد تصدق بصاع من أجره” [رواه ابن ماجه].

سابعًا: الدعاء على الأغبياء:

يجوز الدعاء على الأغبياء بالهداية والرشد، ولا يجوز الدعاء عليهم باللعنة أو بالسوء، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تلعنوا الدواب، ولا تلعنوا الأموات، فإن اللعنة لا تصيب إلا من لعنه الله وملائكته والناس أجمعون” [رواه أحمد والترمذي].

الخلاصة:

أن تسفيه الأغبياء من الأمور المنهي عنها في الإسلام، ويجب على المسلم أن يتحلى بالأخلاق الحسنة وأن يكون حسن التعامل مع الناس، وأن يتجنب تسفيه الأغبياء والسخرية منهم، وأن يدعو لهم بالهداية والرشد.

أضف تعليق