ثم ليقضوا تفثهم

ثم ليقضوا تفثهم

والمقصود بـ (ليـقضوا تفثهـم) إكمال الطواف حول الكعبة سبعة أشواط، وذلك أن الطواف حول الكعبة أحد أركان الحج وأول أعماله المناسكية، يستهل به الحجيج شعائر حجهم، وهو من العبادات المقربة إلى الله عز وجل؛ لما فيه من امتثال أمره، وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والتأسي بأفعاله، والإحسان إلى النفس بالقيام بهذه العبادة، وتحقيق معانيها الجليلة، والغايات النبيلة.

طواف القدوم

ويسمى طواف القدوم، وهو مشروع عند وصول الحاج إلى مكة المكرّمة، وهو سنة مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وليس ركنًا ولا واجبًا، ومن تركه فلا شيء عليه، وقد ثبت في صحيح مسلم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: (طاف النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قدم مكة سبعة أشواط، يمشي ثلاثة ويرمل أربعة)، فالسنة للمُحرم إذا قدم مكة أن يطوف حول الكعبة سبعة أشواط، منها ثلاثة يمشي فيها مشيًا عاديًا، وأربعة يزداد فيها في السرعة من دون أن يعدو.

طواف الإفاضة

ويسمى طواف الزيارة أيضًا، وهو الركن الخامس من أركان الحج، الذي لا يصح الحج إلا به، ويسمى هذا الطواف _طواف الإفاضة_؛ لأنه يقع بعد الوقوف بعرفة والمبيت بمنى، ولهذا أطلق عليه الشرع اسم _طواف الإفاضة_، وهو من أكبر أركان الحج، وقد أمر الله تعالى به في قوله: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}، وقال -سبحانه-: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}.

طواف الوداع

هو الطواف الأخير الذي يقوم به الحاج قبل مغادرته مكة المكرمة، وقد قال الله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}، وهي سنة مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد ثبت في صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: (أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يطوف بالبيت إذا قدم إلى مكة إلا إذا أراد أن يرتحل).

صفة الطواف

– يصلي الحاج ركعتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر له ذلك، ويستحب أن يقرأ في الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون، وفي الثانية سورة الإخلاص، ويجوز أن يقرأ فيهما غير هاتين السورتين، وعند الانتهاء من القراءة يقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم يكبر ثلاث تكبيرات، ويقول بعد كل تكبيرة: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

– يبدأ الحاج بالطواف من الحجر الأسود، ويستلمه بيمينه ويقبله إن تيسر له ذلك، فإن لم يتيسر له تقبيله فإنه يُشير إليه ويقول: بسم الله والله أكبر، ويُكبر عند كل زاوية من زوايا الكعبة، ويستلم الركن اليماني إن تيسر له ذلك، ويقبله أو يُشير إليه، ولا يستلم الركنين الآخرين، وإنما يمر بهما ويقول: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

– يدعو الحاج بما شاء بعد الطواف الأول قبل الشروع في الطواف الثاني، ويستمر في الطواف سبعة أشواط، ويُكبر عند كل شوط عند المرور بالحجر الأسود، ويدعو بعد كل شوط بما شاء من الأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو بأي دعاء آخر.

حكم الطواف

– الطواف بالبيت الحرام فرض على الحاج والمعتمر، ولا يصح الحج والعمرة إلا به، وقد أمر الله تعالى به في قوله: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}، وقال -سبحانه-: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}.

– الطواف سنة مؤكدة للمُحرم إذا قدم مكة المكرمة، وليس ركنًا ولا واجبًا، ومن تركه فلا شيء عليه، وقد ثبت في صحيح مسلم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: (طاف النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قدم مكة سبعة أشواط، يمشي ثلاثة ويرمل أربعة)، فالسنة للمُحرم إذا قدم مكة أن يطوف حول الكعبة سبعة أشواط، منها ثلاثة يمشي فيها مشيًا عاديًا، وأربعة يزداد فيها في السرعة من دون أن يعدو.

– طواف الوداع سنة مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد ثبت في صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: (أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يطوف بالبيت إذا قدم إلى مكة إلا إذا أراد أن يرتحل).

آداب الطواف

– يسن للحاج أن يتطيب قبل الطواف، وأن يرتدي ثياب الإحرام، وأن يكون على طهارة، وأن يكثر من ذكر الله تعالى والتلبية والدعاء، وأن يمشي بخشوع ووقار، وأن لا يؤذي أحدًا، وأن يتجنب كل ما يبطل الطواف، مثل الكلام الكثير والضحك واللهو.

– يسن للحاج أن يبدأ بالطواف من الحجر الأسود، ويستلمه بيمينه ويقبله إن تيسر له ذلك، فإن لم يتيسر له تقبيله فإنه يُشير إليه ويقول: بسم الله والله أكبر، ويُكبر عند كل زاوية من زوايا الكعبة، ويستلم الركن اليماني إن تيسر له ذلك، ويقبله أو يُشير إليه، ولا يستلم الركنين الآخرين، وإنما يمر بهما ويقول: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

– يسن للحاج أن يدعو بعد كل شوط بما شاء من الأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو بأي دعاء آخر.

الخاتمة

وفي نهاية هذا المقال، نأمل أن يكون القارئ قد اكتسب فهماً شاملاً عن الطواف حول الكعبة المشرّفة، وأنواعه المختلفة، وحكمه، وآدابه، وكيفية أدائه بشكل صحيح؛ لنيل الأجر والثواب من الله تعالى، وأن يُتقبّل حجّه وعمرته، ونسأل الله التوفيق والسداد والقبول لكل المسلمين.

أضف تعليق