حديث اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

حديث اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

العنوان: حديث اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من أعظم الأدعية وأفضلها وأكثرها ثوابًا وأجرًا هو دعاء “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا”، والذي يتضمن معاني عميقة ودلالات عظيمة تدل على فضل الله تعالى وكرمه وجوده والعفو الذي يتسع للجميع، وفي هذه المقالة سنتناول هذا الحديث الشريف من حيث فضله ومعناه ودلالاته، مع ذكر بعض الدلائل على عفو الله تعالى والتوابين إليه.

الحديث ومصدره:

إن حديث “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا” من الأحاديث المشهورة والحسنة التي رواها عن رسول الله ﷺ عدد من الصحابة والتابعين، فقد رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: “سمعت رسول الله ﷺ يقول: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا””.

ورواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه، بلفظ: “كان رسول الله ﷺ يقول في دعائه: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا”.

ورواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما بألفاظ متقاربة.

فضائل وأهمية الحديث:

إن حديث “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا” له فضائل كثيرة وأهمية عظيمة، ومن ذلك:

– أنه من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله ﷺ، وقد ورد من طرق متعددة مما يدل على أهميته وفضله.

– أنه يتضمن معاني عميقة ودلالات عظيمة، تدل على فضل الله تعالى وكرمه وجوده والعفو الذي يتسع للجميع.

– أنه يدعو إلى التوبة والرجوع إلى الله تعالى، لأنه من المعلوم أن من تاب إلى الله تعالى تاب الله عليه وعفا عنه.

– أنه يبين لنا أن الله تعالى يحب العفو ويحب التوابين، ولذلك يجب على العبد أن يكون من التوابين إلى الله تعالى.

– أنه من أعظم الأدعية وأفضلها وأكثرها ثوابًا وأجرًا، وقد ورد عن النبي ﷺ أنه قال: “أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا”.

معنى الحديث ودلالاته:

إن معنى حديث “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا” واضح وجلي، وهو أن الله تعالى هو الغفور العفو الذي يحب العفو ويحب التوابين إليه، ولذلك يجب على العبد أن يدعوه بهذا الدعاء وأن يتضرع إليه بالعفو والمغفرة، وأن يكثر من التوبة والاستغفار.

ومن دلالات هذا الحديث:

– أن الله تعالى واسع المغفرة، وأن رحمته وسعت كل شيء، ولذلك فإن العبد مهما عصى وتعدى فإنه يجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى ويطلب منه العفو والمغفرة، فإن الله تعالى يغفر الذنوب جميعًا إلا الشرك بالله تعالى.

– أن الله تعالى يحب العفو ويحب التوابين إليه، ولذلك فإن العبد يجب عليه أن يكون من التوابين إلى الله تعالى، وأن يكثر من التوبة والاستغفار، وأن لا يقنط من رحمة الله تعالى مهما عظمت ذنوبه.

– أن العفو من صفات الله تعالى، وأنه تعالى يحب أن يتخلق عباده بهذه الصفة، ولذلك يجب على العبد أن يكون عفوًا عن الناس، وأن يصفح عن زلاتهم ويسامحهم على أخطائهم.

أدلة من القرآن والسنة على عفو الله تعالى:

إن الأدلة من القرآن والسنة على عفو الله تعالى كثيرة ومتعددة، ومن ذلك:

– قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} (سورة الشورى، الآية: 25).

– قوله تعالى: {فَقُلْ لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} (سورة الزمر، الآية: 53).

– قوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلًا} (سورة الكهف، الآية: 58).

– قوله ﷺ: “إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها”.

– قوله ﷺ: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”.

– قوله ﷺ: “إن العبد إذا أذنب ذنبًا فقال: اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك، قال الله تعالى: عبدي أذنبت ذنبًا وعرفت أنك أذنبت إلي، وقد غفرت لك، لا أبالي”.

كيف نكون من التوابين إلى الله تعالى؟

لكي نكون من التوابين إلى الله تعالى يجب علينا ما يلي:

– الإخلاص لله تعالى في التوبة، وأن تكون توبتنا خالصة لوجهه تعالى لا نريد بها مدح الناس ولا ثناءهم.

– الندم على الذنب الذي اقترفناه، وأن نكون صادقين في ندمنا على ما فعلناه.

– العزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى، وأن نكون حازمين في عزيمتنا على التوبة والتوبة.

– رد المظالم إلى أهلها، فإذا كنا قد ظلمنا أحدًا فيجب علينا أن نرد إليه حقه ونعتذر له عن ظلمنا.

– الإكثار من الاستغفار والدعاء إلى الله تعالى بأن يغفر لنا ذنوبنا ويتوب علينا.

الخاتمة:

وفي الختام، فإن حديث “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا” من الأحاديث العظيمة التي يجب على كل مسلم أن يحفظها ويدعو بها، فهي تدل على فضل الله تعالى وكرمه وجوده والعفو الذي يتسع للجميع، كما تدعو إلى التوبة والرجوع إلى الله تعالى، وتبين لنا أن الله تعالى يحب العفو ويحب التوابين. لذلك، يجب على العبد أن يكون من التوابين إلى الله تعالى، وأن يكثر من التوبة والاستغفار، وأن لا يقنط من رحمة الله تعالى مهما عظمت ذنوبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *