حديث اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا

حديث اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا

المقدمة:

حديث “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا” من الأحاديث القدسية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث جامع يشتمل على الكثير من المعاني والدروس والعبر، وهو حديث محبب إلى النفوس، كثير التداول بين المسلمين، لما فيه من رجاء وخشوع وتضرع إلى الله تعالى.

أولاً: معنى الحديث:

معنى الحديث: أن الله تعالى عفو، أي واسع المغفرة، يحب العفو، أي يحب أن يعفو ويغفر لعباده، وقد أمر عباده أن يستغفروه ويتضرعوا إليه بالدعاء، ووعدهم بالإجابة والمغفرة، ففي الحديث حث كبير على الاستغفار والتضرع إلى الله تعالى، والرجاء في عفوه ومغفرته.

ثانيًا: فضل الاستغفار:

الاستغفار من العبادات الجليلة التي لها فضل كبير عند الله تعالى، ومن فضائل الاستغفار:

1. مغفرة الذنوب: قال الله تعالى: (وَأَنَا الْغَفُورُ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) [طه: 82].

2. رفع الدرجات: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لزم الاستغفار، جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب) [رواه ابن ماجه].

3. استجابة الدعاء: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدعاء موقوف بين السماء والأرض، لا يصعد منه شيء حتى يستغفر العبد) [رواه الترمذي].

ثالثًا: آداب الاستغفار:

هناك آداب ينبغي مراعاتها عند الاستغفار، منها:

1. الإخلاص لله تعالى: أن يكون الاستغفار خالصًا لله تعالى، لا لغيره.

2. الندم على الذنوب: أن يندم العبد على ذنوبه ويستشعر قبحها.

3. العزم على عدم العودة إلى الذنوب: أن يعزم العبد على عدم العودة إلى الذنوب ويجاهد نفسه على ذلك.

رابعًا: أوقات الاستغفار:

الاستغفار مستحب في جميع الأوقات، ولكن هناك أوقات يكون الاستغفار فيها أفضل وأحب إلى الله تعالى، منها:

1. آخر الليل: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يمسي: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، ثلاث مرات، غفر له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر) [رواه الترمذي].

2. عند السحر: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له) [رواه البخاري ومسلم].

3. بين الأذان والإقامة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة، فادعوا) [رواه أبو داود والترمذي].

خامسًا: صيغ الاستغفار:

هناك العديد من صيغ الاستغفار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها:

1. (اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره) [رواه البخاري ومسلم].

2. (اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي وجدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير) [رواه البخاري ومسلم].

3. (أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) [رواه البخاري ومسلم].

سادسًا: الاستغفار الجماعي:

الاستغفار الجماعي من السنن المؤكدة، وهو سنة نبوية، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر مع أصحابه، ومن صيغ الاستغفار الجماعي:

1. (اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم) [سورة الحشر: 10].

2. (اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات) [رواه مسلم].

3. (اللهم اغفر لنا وارحمنا وارزقنا وعافنا وأعنا) [رواه البخاري ومسلم].

سابعًا: خاتمة:

حديث “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا” من الأحاديث القدسية الجليلة التي تحمل الكثير من المعاني والدروس والعبر، وهو حديث جامع يشتمل على فضائل الاستغفار وآدابه وأوقاته وصيغه، وهو حديث محبب إلى النفوس كثير التداول بين المسلمين لما فيه من رجاء وخشوع وتضرع إلى الله تعالى.

أضف تعليق