خطبة عن الاستغفار
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، خالق الكون ومن فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الاستغفار من أعظم العبادات، وهو من أسباب مغفرة الذنوب والرحمة من الله تعالى، وقد أمرنا الله تعالى بالاستغفار في كثير من آيات القرآن الكريم، فقال تعالى: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) [هود: 3].
أولاً: فضل الاستغفار
1. الاستغفار يمحو الذنوب: قال تعالى: (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا) [النساء: 110].
2. الاستغفار يفتح أبواب الرزق: قال تعالى: (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمْتِعْكُم بِمَتَاعٍ حَسَنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) [هود: 3].
3. الاستغفار ينجي من العقاب: قال تعالى: (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا) [النساء: 110].
ثانيًا: أوقات الاستغفار
1. في السحر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟” [رواه مسلم].
2. بعد الصلوات: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قَالَ بَعْدَ كُلِّ صَلاةٍ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَكَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً” [رواه الترمذي].
3. عند النوم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قَالَ حِينَ يُرِيدُ أَنْ يَمْنَعَ: اللَّهُمَّ أَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا قَدَّمْتُ وَمِمَّا أَخَّرْتُ وَمِمَّا أَسْرَرْتُ وَمِمَّا أَعْلَنْتُ، وَمِمَّا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ” [رواه البخاري].
ثالثًا: صيغ الاستغفار
1. الاستغفار باللفظ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَكَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً” [رواه الترمذي].
2. الاستغفار بالقلب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ وَلَيْلَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ” [رواه البخاري].
3. الاستغفار بالعمل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ تَابَ مِنْ ذَنْبٍ فَكَأَنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ” [رواه الترمذي].
رابعًا: آداب الاستغفار
1. الإخلاص: يجب أن يكون الاستغفار خالصًا لوجه الله تعالى، وأن لا يُشرك به أحدًا.
2. الندم: يجب أن يكون الاستغفار مصحوبًا بالندم على الذنوب التي تم ارتكابها.
3. العزم على عدم العودة إلى الذنب: يجب أن يكون الاستغفار مقرونًا بالعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى.
خامسًا: الاستغفار الجماعي
1. الاستغفار الجماعي له فضل كبير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بَادِيَةٍ، لم يُقِيمُوا الجماعة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة، فإنَّ ذِئْبَ الشيطان، يَأْكُلُ الشَّاةَ الشَّارِدَةَ، ولا يَأْكُلُ الشاةَ في الجماعة” [رواه أبو داود].
2. الاستغفار الجماعي يعم الخير على الجميع: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ صَلَّى الصُّبحَ في جماعةٍ، فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ، ومَنْ صَلَّى الْعَصْرَ في جماعةٍ، فَكَأنَّما صَلَّى نِصْفَ النَّهَارِ” [رواه مسلم].
3. الاستغفار الجماعي يرفع البلاء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا وقع البلاءُ في القومِ فاجتمعوا إلى الله تعالى فصلُّوا واستغفروا، كُشِف عنهم البلاء” [رواه الحاكم].
سادسًا: فضل الاستغفار في رمضان
1. الاستغفار في رمضان مضاعف الأجر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذنْبِهِ” [رواه البخاري].
2. الاستغفار في رمضان يفتح أبواب الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذنْبِهِ” [رواه البخاري].
3. الاستغفار في رمضان يخلص من النار: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ القَدْرِ، ثُمَّ صَلَّى اللَّهَ تَعَالَى فِيهَا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذنْبِهِ” [رواه الترمذي