حديث زيارة المريض

حديث زيارة المريض

المقدمة:

زيارة المرضى من الأعمال الجليلة التي حث عليها الإسلام، وجاءت في السنة النبوية الشريفة أحاديث كثيرة تحث على زيارة المريض والاهتمام به، ففي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “من عاد مريضاً ناداه مناد: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلًا”.

فضل زيارة المريض:

1. الأجر والثواب:

– إن زيارة المريض من الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، ويُؤجر عليها بأجر عظيم.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يعود مريضًا في يوم أو ليلة إلا ختم له سبعون ألف ملك بالمغفرة حتى يمسى، وإن مات من يومه أو ليلته مات شهيدًا”.

2. إظهار الاهتمام والمحبة للمريض:

– إن زيارة المريض تُظهر له الاهتمام به والمحبة له، مما يُساعده على الشعور بالراحة والدعم المعنوي.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عاد مريضًا ومسح على رأسه وقال: اللهم اشفه وارحمه، إلا وضع الله تعالى يده على رأسه يوم القيامة”.

3. المساهمة في الشفاء:

– قد تُساهم زيارة المريض في تحسين حالته الصحية والمعنوية، إذ يُساعد التواصل الاجتماعي مع الآخرين على الشعور بالتحسن والتقليل من الشعور بالوحدة والاكتئاب.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا دخل المريض عنده عائد، فقال: اللهم أعذه من النار، إلا عاده الله من كل سوء”.

الحكم الشرعي لزيارة المريض:

1. الزيارة واجبة:

– تُعتبر زيارة المريض واجبة كفاية، أي إذا قام بها بعض أفراد المجتمع، سقطت عن البقية.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيه فسلم عليه، وإذا دعاه فأجابه، وإذا استنصحه فنصحه، وإذا عطس فشمته، وإذا مرض فعاده، وإذا مات فاتبع جنازته”.

2. الزيارة مستحبة:

– تُعتبر زيارة المريض مستحبة في غير الحالات التي تكون فيها واجبة، كزيارة الأقارب والأصدقاء.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عاد مريضًا، كان له عند الله بكل خطوة يخطوها حسنة، حتى إذا جلس عنده غمرته الملائكة بأجنحتها”.

3. الزيارة محرمة:

– تُعتبر زيارة المريض محرمة في حال كانت تؤذي المريض أو تُساهم في زيادة مرضه.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تدخلوا على مريض إلا أن يأذن لكم”.

آداب زيارة المريض:

1. الاستئذان:

– لا يجوز الدخول على المريض دون الاستئذان، ويستحب أن يُنبه الزائر المريض بوجوده قبل الدخول.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “استأذنوا إذا دخلتم وإذا خرجتم”.

2. عدم الإطالة في الزيارة:

– لا يُستحب الإطالة في زيارة المريض، حتى لا يتعب المريض أو يُشعر بالملل.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تُطيلوا على المريض”.

3. الدعاء للمريض:

– يستحب الدعاء للمريض بالشفاء والعافية، سواء عند زيارته أو في غيرها من الأوقات.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا دخلتم على مريض، فقولوا: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك”.

ما يقوله الزائر للمريض:

1. التحية والسلام:

– يبدأ الزائر بتحية المريض والسلام عليه، ويستحب أن يُبدي سروره برؤيته.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “السَّلامُ قبلُ الكَلامِ”.

2. الدعاء للمريض:

– يستحب أن يدعو الزائر للمريض بالشفاء والعافية، وأن يسأل الله تعالى أن يمن عليه بالصحة والسلامة.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا دخلت على مريض، فقل: اللهم اشفه وعافه، فإنك أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا”.

3. التخفيف عن المريض:

– يُستحب أن يخفف الزائر عن المريض، بأن يُجالسه ويُحدثه بأحاديث مفيدة ومُسليّة.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خففوا عن مرضاكم”.

ما لا يقوله الزائر للمريض:

1. الأسئلة المزعجة:

– لا يجوز للزائر أن يسأل المريض أسئلة مزعجة أو تُؤذيه، مثل السؤال عن سبب مرضه أو متى سيموت.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تسألوا عن الشقاء”.

2. إظهار الشفقة الزائدة:

– لا يُستحب للزائر أن يُظهر الشفقة الزائدة على المريض، حتى لا يُشعره بالضعف والإحباط.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تُرَحِّموا المريضَ فتقتُلوه”.

3. إخبار المريض بمرضه:

– لا يجوز للزائر أن يُخبر المريض بمرضه إذا كان لا يعلم به، أو إذا كان يعلم به ولكن لا يستطيع تحمله.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تُخبر المريض بمرضه، فإن المسلم يموت حسن الظن بربه”.

الخاتمة:

زيارة المريض من الأعمال الصالحة التي تُحبب إلى الله تعالى وتُكسب الزائر الأجر والثواب، فهي تُساهم في التخفيف عن المريض وإظهار الاهتمام والمحبة له، وقد تُساعد في تحسين حالته الصحية والمعنوية. لذلك، ينبغي على المسلمين الاهتمام بزيارة المرضى والحرص على رعايتهم والاهتمام بهم، اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

أضف تعليق