مقدمة:
الضيافة هي صفة نبيلة ومحبوبة في جميع الثقافات، وتعتبر من أهم المبادئ الأخلاقية التي يجب على الإنسان أن يتحلى بها، فالإنسان بطبعه كائن اجتماعي، وهو بحاجة دائمة إلى التواصل مع الآخرين، ومن أهم أشكال التواصل الاجتماعي هو استقبال الضيوف وإكرامهم. وقد حث الإسلام على إكرام الضيف وخصص له أحكامًا وواجبات وآدابًا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه”.
الترحيب بالضيف:
1. الابتسامة والترحيب:
– يجب أن يكون استقبال الضيف بابتسامة عريضة وإظهار السرور بقدومه، فإن الابتسامة هي لغة عالمية تعبر عن حسن النية والترحيب، وهي مفتاح لفتح قلب الضيف وإشعاره بأنه مرحب به.
– يجب التعامل مع الضيف بود واحترام، وعدم التمييز بينه وبين أفراد العائلة، بل يجب معاملته كأنه أحد أفراد العائلة، وإشعاره بأنه شخص مهم وقيم.
– يجب تخصيص مكان مريح للضيف للجلوس فيه، وتقديم المشروبات والطعام له، وإذا كان الضيف من خارج المدينة، فيجب تهيئة مكان مناسب له للمبيت.
2. التعرف على الضيف:
– يجب محاولة التعرف على الضيف، ومعرفة اسمه ومهنته واهتماماته، والتحاور معه في الموضوعات التي تهمه وتثير اهتمامه، وإظهار الاهتمام بما يقوله.
– يجب تجنب طرح الأسئلة الشخصية أو المحرجة على الضيف، وعدم التدخل في حياته الخاصة، بل يجب احترام خصوصيته وإعطائه مساحة كافية للشعور بالراحة والاسترخاء.
– يجب الاهتمام بمظهر الضيف ونظافته، وتقديم الملابس النظيفة له إذا كان في حاجة إليها، وإذا كان الضيف من خارج المدينة، فيجب مساعدته في العثور على مكان مناسب للإقامة فيه.
3. تقديم الطعام والشراب:
– يجب تقديم الطعام والشراب للضيف، وإذا كان الضيف من ذوي الاحتياجات الخاصة، فيجب توفير الطعام والشراب المناسب له.
– يجب اختيار الطعام والشراب الذي يحبه الضيف، وإذا لم يُعرف ما يحبه، فيجب تقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة والمشروبات حتى يتمكن من اختيار ما يفضله.
– يجب الاهتمام بجودة الطعام والشراب المقدم للضيف، وعدم تقديم أي شيء فاسد أو منتهي الصلاحية، كما يجب الحرص على تقديم الطعام والشراب في أطباق وأكواب نظيفة.
إكرام الضيف:
1. الصبر على الضيف:
– يجب الصبر على الضيف، وعدم إظهار أي ضيق أو استياء من وجوده، بل يجب التعامل معه بكل لطف وترحاب.
– يجب مراعاة ظروف الضيف، وإذا كان متعبًا أو مريضًا، فيجب توفير مكان مريح له للراحة والاسترخاء.
– يجب تقديم المساعدة للضيف في أي شيء يحتاج إليه، وعدم تركه وحيدًا أو يشعر بالضيق أو الملل.
2. مشاركة الضيف في الأنشطة:
– يجب مشاركة الضيف في الأنشطة اليومية للعائلة، وإذا كان الضيف من خارج المدينة، فيجب اصطحابه إلى الأماكن السياحية والترفيهية في المدينة.
– يجب الاستماع إلى قصص الضيف ومغامراته، والتعرف على ثقافته وعاداته وتقاليده.
– يجب إظهار الاهتمام بما يقوله الضيف، وإبداء الرأي في الموضوعات التي يتحدث عنها، وإذا كان الضيف من ذوي الخبرة في مجال معين، فيجب الاستفادة من خبراته ومعرفته.
3. توديع الضيف:
– يجب توديع الضيف بحرارة عند مغادرته، وإظهار الأسف لفراقه، وإذا كان الضيف من خارج المدينة، فيجب مساعدته في حجز تذكرة السفر أو العثور على وسيلة نقل مناسبة له.
– يجب تقديم هدية رمزية للضيف عند مغادرته، كتعبير عن الامتنان لزيارته، وإذا كان الضيف من خارج المدينة، فيجب مساعدته في حمل أمتعته إلى السيارة أو الحافلة.
– يجب الدعاء للضيف بالتوفيق والسداد، وأن يعود إلى أهله ووطنه سالمًا غانمًا.
الخاتمة:
إكرام الضيف من أهم المبادئ الأخلاقية التي يجب على الإنسان أن يتحلى بها، وقد حث الإسلام على إكرام الضيف وخصص له أحكامًا وواجبات وآدابًا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه”.