حديث عن الاخذ بالاسباب

No images found for حديث عن الاخذ بالاسباب

حديث عن الأخذ بالأسباب

مقدمة

الأخذ بالأسباب هو اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق هدف أو نتيجة معينة. وهو جزء مهم من الحياة، حيث يساعدنا على التغلب على التحديات والعقبات التي تواجهنا في طريقنا إلى النجاح. وقد حثنا الإسلام على الأخذ بالأسباب في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

والأخذ بالأسباب هو إتباع السُنن الكونية التي وضعها الله في الكون، وهي عبارة عن نظام متكامل من القواعد والقوانين التي تحكم حركة الكون وتسير وفقًا لها، سواء فيما يتعلق بالظواهر الطبيعية أو بالسلوك البشري، وتعمل هذه الأسباب في إطار قوانين الكون الثابتة التي لا تتغير بتغير الزمان والمكان، والشخص الموفق هو من يتعرف على هذه القواعد والقوانين ويستند إليها في تحقيق أهدافه، ومن يتجاهل هذه القوانين ولا يسير على هديها يكون مصيره الفشل.

وقد ذكر القرآن الكريم قصة سيدنا نوح عليه السلام، عندما أمره الله أن يصنع سفينة لينجو بها هو ومن آمن معه من الطوفان، حيث قال تعالى: “واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون”. سورة هود الآية 37.

وذكر القرآن الكريم قصة سيدنا موسى عليه السلام، عندما أمره الله أن يضرب بعصاه البحر فانفلق إلى اثنين، حيث قال تعالى: “واضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم”. سورة الشعراء الآية 63.

أهمية الأخذ بالأسباب

1. التغلب على التحديات: يساعدنا الأخذ بالأسباب على التغلب على الصعوبات والعقبات التي تواجهنا في طريقنا إلى النجاح. فعندما نواجه تحديًا أو عقبة، فإننا نحتاج إلى اتخاذ خطوات محددة للتغلب عليها. فعلى سبيل المثال، إذا كنت ترغب في النجاح في دراستك، فإنك تحتاج إلى حضور المحاضرات والمشاركة فيها، ودراسة المقررات والمواد التعليمية، وإجراء البحوث والتجارب اللازمة.

2. تحقيق الأهداف: يساعدنا الأخذ بالأسباب على تحقيق أهدافنا والوصول إلى الغايات التي نسعى إليها. فعندما نحدد هدفًا ما، فإننا نحتاج إلى وضع خطة محددة لتحقيق هذا الهدف، واتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ هذه الخطة. فعلى سبيل المثال، إذا كنت ترغب في الحصول على وظيفة جديدة، فإنك تحتاج إلى البحث عن الوظائف الشاغرة، وإرسال السيرة الذاتية، وإجراء المقابلات الشخصية اللازمة.

3. تطوير الذات: يساعدنا الأخذ بالأسباب على تطوير ذاتنا وتحسين مهاراتنا وقدراتنا. فعندما نواجه تحديًا أو عقبة، فإننا نحتاج إلى بذل جهد إضافي للتغلب عليها، وهذا الجهد الإضافي يساعدنا على تطوير مهاراتنا وقدراتنا. فعلى سبيل المثال، إذا كنت ترغب في تحسين مهاراتك في الكتابة، فإنك تحتاج إلى قراءة المزيد من الكتب والمقالات، وممارسة الكتابة بشكل مستمر.

الفرق بين الأخذ بالأسباب والاتكال على الأسباب

1. الأخذ بالأسباب: هو اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق هدف أو نتيجة معينة، مع الإيمان بأن الله هو المتصرف في الكون وهو الذي يقدر الأمور.

2. الاتكال على الأسباب: هو الاعتماد على الأسباب دون الإيمان بأن الله هو المتصرف في الكون، وهذا خطأ لأن الأسباب وحدها لا تكفي لتحقيق النجاح، بل لا بد من توفيق الله تعالى.

3. الأخذ بالأسباب لا يعني الاستغناء عن الدعاء: إن الأخذ بالأسباب لا يعني الاستغناء عن الدعاء، بل لا بد من الجمع بينهما، فالدعاء هو سبب من أسباب تحقيق الأهداف، وهو من العبادات التي يحبها الله تعالى ويثيب عليها.

كيفية الأخذ بالأسباب

1. حدد هدفك: الخطوة الأولى في الأخذ بالأسباب هي تحديد هدفك بوضوح. ماذا تريد أن تحقق؟ ما هي النتيجة التي تسعى إليها؟ بمجرد أن تعرف هدفك، يمكنك البدء في اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيقه.

2. ضع خطة: بمجرد أن تعرف هدفك، تحتاج إلى وضع خطة لتحقيقه. هذه الخطة يجب أن تكون واقعية وقابلة للتنفيذ. يجب أن تحدد فيها الخطوات التي تحتاج إلى اتخاذها، والأطر الزمنية التي تحتاج إلى تحقيقها فيها.

3. اتخذ إجراءً: بمجرد أن تضع خطة، تحتاج إلى البدء في اتخاذ إجراء. لا تؤجل الأمور إلى وقت لاحق. ابدأ في اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق هدفك اليوم.

آثار الأخذ بالأسباب

1. التوفيق من الله: من آثار الأخذ بالأسباب التوفيق من الله تعالى، فالله تعالى يحب عباده الذين يأخذون بالأسباب ويسعون في الأرض، وهذا التوفيق يكون بمعونة الله تعالى للعبد وتيسير الأمور له.

2. تحقيق الأهداف: من آثار الأخذ بالأسباب تحقيق الأهداف والوصول إلى الغايات المنشودة، فالأخذ بالأسباب هو السبيل إلى تحقيق النجاح والتميز في الحياة.

3. تنمية المهارات: من آثار الأخذ بالأسباب تنمية المهارات والقدرات، فالأخذ بالأسباب يدفع المرء إلى بذل الجهد وتطوير ذاته، وهذا يؤدي إلى تنمية مهاراته وقدراته.

الاعتماد على الأسباب وليس الاعتماد عليها

1. الأخذ بالأسباب: هو اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق هدف أو نتيجة معينة، مع الإيمان بأن الله هو المتصرف في الكون وهو الذي يقدر الأمور.

2. الاتكال على الأسباب: هو الاعتماد على الأسباب دون الإيمان بأن الله هو المتصرف في الكون، وهذا خطأ لأن الأسباب وحدها لا تكفي لتحقيق النجاح، بل لا بد من توفيق الله تعالى.

3. الأخذ بالأسباب لا يعني الاستغناء عن الدعاء: إن الأخذ بالأسباب لا يعني الاستغناء عن الدعاء، بل لا بد من الجمع بينهما، فالدعاء هو سبب من أسباب تحقيق الأهداف، وهو من العبادات التي يحبها الله تعالى ويثيب عليها.

موقف الإسلام من الأخذ بالأسباب

1. الأخذ بالأسباب واجب شرعي: إن الأخذ بالأسباب واجب شرعي، وقد أمرنا الله تعالى بذلك في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

2. الأخذ بالأسباب من سنن الله الكونية: إن الأخذ بالأسباب من سنن الله الكونية التي وضعها الله في الكون، وهي عبارة عن نظام متكامل من القواعد والقوانين التي تحكم حركة الكون وتسير وفقًا لها، سواء فيما يتعلق بالظواهر الطبيعية أو بالسلوك البشري.

3. الأخذ بالأسباب لا يتعارض مع التوكل على الله: إن الأخذ بالأسباب لا يتعارض مع التوكل على الله، بل هو من صور التوكل على الله، فالمؤمن يأخذ بالأسباب ويبذل الجهد ويستعين بالله تعالى، ويتوكل عليه في تحقيق النجاح.

خاتمة

وفي النهاية، فإن الأخذ بالأسباب هو جزء مهم من الحياة، يساعدنا على التغلب على التحديات والعقبات، وتحقيق أهدافنا، وتطوير ذاتنا. كما أن الأخذ بالأسباب هو واجب شرعي، وأمرنا الله تعالى بذلك في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

أضف تعليق