حديث عن كتمان العلم

حديث عن كتمان العلم

مقدمة

العلم نور وضياء، وهو أساس النهضة والتقدم، ولأن العلم ظاهرة اجتماعية وما يمتلكه الفرد هو ملك للمجتمع فإن كتمانه يضر بالمجتمع، فلا بد أن ينشر وينقل إلى الأجيال القادمة، فمن يمتلك علما ما، سواءً كان فقيها أو نابغة في الطب أو الهندسة أو الفلك، إلخ. فعليه أن ينشره، ويعممه، ويتكلم به للآخرين، حتى يعمّ النفع به، فلا يجوز كتمان العلم، بل يجب علينا نشره وتوزيعه على الناس كافة، لأن كتمان العلم من أشد الذنوب إثمًا، ولأنّ كتمان العلم من علامات نقص الإيمان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من سئل عن علم فعلمه ثم كتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار).

الفقرة الأولى: أهمية العلم:

أولًا: العلم أساس التقدم والنهضة: العلم هو أساس كل نهضة وتقدم، فبواسطته يستطيع الإنسان أن يستغل موارد الطبيعة ويستخدمها في خدمة البشرية، كما أنه يساعد الإنسان على التعرف على العالم من حوله وفهم أسراره، كما أنه يساعد الإنسان على التخلص من الجهل والخرافات.

ثانيًا: العلم هو سلاح الإنسان في مواجهة التحديات: العلم هو سلاح الإنسان في مواجهة التحديات التي تواجهه، فبواسطته يستطيع الإنسان أن يجد الحلول المناسبة لمشاكله، كما أنه يساعد الإنسان على التغلب على الأمراض والاوبئة.

ثالثًا: العلم هو نور وضياء: العلم هو نور وضياء، فبواسطته يستطيع الإنسان أن يميز بين الحق والباطل، وبين الخير والشر، كما أنه يساعد الإنسان على فهم أسرار الكون والتعرف على عظمة الخالق، كما أنه يساعد الإنسان على الارتقاء بروحه وتهذيب أخلاقه.

الفقرة الثانية: كتمان العلم جريمة في حق الإنسانية:

أولًا: كتمان العلم حرمان للآخرين من النفع: كتمان العلم هو حرمان للآخرين من النفع، فالعلم ملك للجميع، وليس لأحد أن يكتمه عن الآخرين، فمن يمتلك علما ما، فعليه أن ينشره، ويعممه، ويتكلم به للآخرين، حتى يعمّ النفع به.

ثانيًا: كتمان العلم من علامات نقص الإيمان: كتمان العلم من علامات نقص الإيمان، فالمؤمن الحق هو الذي ينشر العلم والمعرفة بين الناس، لا الذي يكتمه عنهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من سئل عن علم فعلمه ثم كتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار).

ثالثًا: كتمان العلم من أشد الذنوب إثمًا: كتمان العلم من أشد الذنوب إثمًا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من سئل عن علم فعلمه ثم كتمه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صومًا، ولا صلاة، ولا صدقة، ولا حجًا، ولا عمرة، ولا جهادًا، ولا ينظر إليه، وله عذاب أليم).

الفقرة الثالثة: أسباب كتمان العلم:

أولًا: الجهل: الجهل هو أحد أسباب كتمان العلم، فبعض الناس لا يدركون أهمية العلم، ولا يرون فائدة في نشره وتوزيعه على الناس، وبالتالي، يكتفون بأنفسهم، ولا يشاركون الآخرين بما لديهم من علم.

ثانيًا: الأنانية: الأنانية هي أحد أسباب كتمان العلم، فبعض الناس أنانيون، ولا يحبون أن يستفيد الآخرون من علمهم، وبالتالي، يكتفون بأنفسهم، ولا يشاركون الآخرين بما لديهم من علم.

ثالثًا: الخوف: الخوف هو أحد أسباب كتمان العلم، فبعض الناس يخافون من أن يستفيد الآخرون من علمهم، ويستخدمونه ضدهم، وبالتالي، يكتفون بأنفسهم، ولا يشاركون الآخرين بما لديهم من علم.

الفقرة الرابعة: صور كتمان العلم:

أولًا: إخفاء العلم عن الناس: إخفاء العلم عن الناس هو أحد صور كتمان العلم، فبعض الناس يخفون علمهم عن الناس، ولا يخبرونهم به، وبالتالي، لا يستفيد الناس من علمهم.

ثانيًا: عدم الإجابة على أسئلة الناس: عدم الإجابة على أسئلة الناس هو أحد صور كتمان العلم، فبعض الناس لا يجيبون على أسئلة الناس، ولا يفيدونهم بما لديهم من علم، وبالتالي، لا يستفيد الناس من علمهم.

ثالثًا: عدم نشر العلم بين الناس: عدم نشر العلم بين الناس هو أحد صور كتمان العلم، فبعض الناس لا ينشرون علمهم بين الناس، ولا يشاركونهم به، وبالتالي، لا يستفيد الناس من علمهم.

الفقرة الخامسة: عقوبة كتمان العلم:

أولًا: عقوبة كتمان العلم في الدنيا: عقوبة كتمان العلم في الدنيا هي الذل والهوان، فالمكتوم للعلم يكون ذليلاً مهانًا عند الله وعند الناس، كما أنه يكون محرومًا من ثواب الله عز وجل.

ثانيًا: عقوبة كتمان العلم في الآخرة: عقوبة كتمان العلم في الآخرة هي العذاب الأليم، فالمكتوم للعلم يعذب في نار جهنم، ويبقى فيها خالدًا مخلدًا.

ثالثًا: لعنة الله والملائكة والناس على المكتوم للعلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من سئل عن علم فعلمه ثم كتمه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).

الفقرة السادسة: الاستثناءات من كتمان العلم:

أولًا: كتمان العلم عن أعداء الله: يجوز كتمان العلم عن أعداء الله، لأنهم يستخدمونه في إيذاء المسلمين، وبالتالي، لا يجوز إطلاعهم عليه.

ثانيًا: كتمان العلم عن الأطفال: يجوز كتمان العلم عن الأطفال، لأنهم لا يستطيعون فهمه، وبالتالي، لا يجوز إطلاعهم عليه.

ثالثًا: كتمان العلم عن غير أهله: يجوز كتمان العلم عن غير أهله، لأنهم لا يستطيعون الاستفادة منه، وبالتالي، لا يجوز إطلاعهم عليه.

الفقرة السابعة: فضل نشر العلم:

أولًا: نشر العلم عبادة: نشر العلم عبادة عظيمة، فالمُنشر للعلم يكون مثابًا عليها من الله عز وجل، كما أنه يكون محبوبًا عند الله وعند الناس.

ثانيًا: نشر العلم صدقة جارية: نشر العلم صدقة جارية، فينتفع به الناس في حياته وبعد مماته، وبالتالي، يكون له أجر عظيم عند الله عز وجل.

ثالثًا: نشر العلم سبب لدخول الجنة: نشر العلم سبب لدخول الجنة، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة).

الخلاصة:

كتمان العلم جريمة في حق الإنسانية، وهو من أكبر الذنوب، ويستحق صاحبه عقوبة شديدة في الدنيا والآخرة، أما نشر العلم فهو عبادة عظيمة، ومُنشر العلم محبوب عند الله وعند الناس، وهو سبب لدخول الجنة، لذلك يجب على كل من يمتلك علما ما أن ينشره، ولا يكتفي به لنفسه.

أضف تعليق