صحة حديث من سئل عن علم فكتمه

صحة حديث من سئل عن علم فكتمه

صحة حديث من سئل عن علم فكتمه

المقدمة:

يعتبر حديث “من سئل عن علم فكتمه” من الأحاديث النبوية التي وردت في العديد من كتب السنة النبوية الشريفة. وعلى الرغم من اشتهار هذا الحديث وشيوعه بين المسلمين، إلا أن هناك اختلافًا كبيرًا بين العلماء في صحة هذا الحديث. وتناولنا في هذه المقالة تفصيلاً حول موضوع صحة حديث من سئل عن علم فكتمه.

أولاً: أقوال العلماء في صحة الحديث:

1. أصحاب الرأي القائل بأن الحديث صحيح:

– يرى بعض العلماء أن حديث “من سئل عن علم فكتمه” صحيح استنادًا إلى روايات عديدة نقلها أصحاب كتب السنن والمسانيد.

– ويستدلون على صحة الحديث بكونه قد روي عن عدد من الصحابة والتابعين، مثل عبد الله بن عباس وأبي هريرة وعمر بن الخطاب.

– كما يذكرون أن الحديث قد ورد في كتب السنة النبوية الشريفة التي تحظى بثقة المسلمين.

2. أصحاب الرأي القائل بأن الحديث ضعيف:

– يرى بعض العلماء أن حديث “من سئل عن علم فكتمه” ضعيف استنادًا إلى عدة أسباب.

– ويستدلون على ضعف الحديث بكونه قد روي عن طريق رواة مجهولين، أو رواة متروكين، أو رواة متهمين بالكذب أو الوضع.

– كما يذكرون أن الحديث قد ورد في بعض كتب السنة النبوية الشريفة التي لا تحظى بثقة المسلمين.

ثانيًا: أدلة صحة الحديث:

1. رواية الحديث في كتب السنة النبوية الشريفة:

– روي حديث “من سئل عن علم فكتمه” في العديد من كتب السنة النبوية الشريفة، مثل سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة.

– وقد رواه عن الصحابة والتابعين عدد من الرواة المعروفين بالصدق والأمانة.

2. اتفاق العلماء على صحة الحديث:

– اتفق العديد من علماء المسلمين على صحة حديث “من سئل عن علم فكتمه”، ومن بينهم الإمام البخاري والإمام مسلم والإمام النووي.

– وقد ذكر هؤلاء العلماء في كتبهم أن الحديث صحيح وأن الإسناد الذي روي به الحديث صحيح أيضًا.

3. وجود شواهد من القرآن الكريم:

– يوجد في القرآن الكريم آيات قرآنية تشير إلى أن كتمان العلم من الذنوب العظيمة التي يعاقب عليها الله تعالى.

– ومن هذه الآيات قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُكْتِمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يُكْتِمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} [البقرة: 283].

ثالثًا: أدلة ضعف الحديث:

1. ضعف بعض الرواة الذين رووا الحديث:

– روي حديث “من سئل عن علم فكتمه” عن طريق بعض الرواة الذين اتهموا بالكذب أو الوضع.

– ومن هؤلاء الرواة أبو بكر بن أبي أويس وأبو الأسود الديلي.

2. وجود روايات متعارضة:

– وردت روايات متعارضة في صحة حديث “من سئل عن علم فكتمه”، فبعض الروايات ذكرت أن الحديث صحيح، بينما ذكرت روايات أخرى أنه ضعيف.

– وهذا التعارض في الروايات جعل بعض العلماء يشكون في صحة الحديث.

3. عدم وجود نص صريح في القرآن الكريم:

– لم يرد في القرآن الكريم نص صريح يدل على أن كتمان العلم من الذنوب العظيمة التي يعاقب عليها الله تعالى.

– وهذا الأمر جعل بعض العلماء يرون أن حديث “من سئل عن علم فكتمه” لا يمكن أن يكون صحيحًا.

رابعًا: حكم كتمان العلم:

1. حرمة كتمان العلم:

– اتفق العلماء على أن كتمان العلم من المحرمات التي يعاقب عليها الله تعالى.

– ومن الأدلة على حرمة كتمان العلم ما ورد في حديث “من سئل عن علم فكتمه” من أن الله تعالى يجعل لجامًا من نار في فمه.

2. استثناءات كتمان العلم:

– هناك بعض الحالات التي يجوز فيها كتمان العلم، مثل:

– كتمان العلم عن الكفار والمشركين إذا كان ذلك يضر بالمسلمين.

– كتمان العلم عن الأعداء إذا كان ذلك يضر بالوطن.

– كتمان العلم عن الأشخاص غير المؤهلين لاستقباله.

3. فضل نشر العلم:

– حث الإسلام على نشر العلم وتبليغه إلى الناس، ومن ذلك ما ورد في حديث “خير الناس أنفعهم للناس”.

– ونشر العلم من أعظم القربات إلى الله تعالى، ومن أفضل الأعمال الصالحة التي ينال عليها المرء الأجر والثواب.

خامسًا: مواقف العلماء المعاصرين من الحديث:

1. موقف العلماء الذين يرون أن الحديث صحيح:

– يرى بعض العلماء المعاصرين أن حديث “من سئل عن علم فكتمه” صحيح استنادًا إلى الأدلة التي ذكرناها سابقًا.

– ويستدلون على صحة الحديث بكونه قد روي عن عدد من الصحابة والتابعين، وبكونه قد ورد في كتب السنة النبوية الشريفة التي تحظى بثقة المسلمين.

2. موقف العلماء الذين يرون أن الحديث ضعيف:

– يرى بعض العلماء المعاصرين أن حديث “من سئل عن علم فكتمه” ضعيف استنادًا إلى الأدلة التي ذكرناها سابقًا.

– ويستدلون على ضعف الحديث بكونه قد روي عن طريق رواة مجهولين، أو رواة متروكين، أو رواة متهمين بالكذب أو الوضع.

3. موقف العلماء الذين يرون أن الحديث حسن:

– يرى بعض العلماء المعاصرين أن حديث “من سئل عن علم فكتمه” حسن وليس صحيحًا ولا ضعيفًا.

– ويستدلون على ذلك

أضف تعليق