حديث قدسي صحيح

حديث قدسي صحيح

الحديث القدسي الصحيح: التعريف والأحكام

مقدمة

الحديث القدسي هو ما يروى عن الله تعالى من أقواله وأفعاله، بواسطة جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يبلغه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمته، فيكون الحديث بلفظ الله تعالى ومعناه. وهو بخلاف الحديث النبوي الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بأقواله وأفعاله وتقريراته. والحديث القدسي له حكم الحديث النبوي في وجوب الإيمان به وتلقيه بالقبول والتصديق.

أقسام الحديث القدسي

ينقسم الحديث القدسي إلى قسمين:

الحديث القدسي المتواتر: وهو ما رواه جماعة من الصحابة والتابعين عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن الله تعالى. وهذا القسم من الحديث القدسي له حكم الحديث النبوي المتواتر، فيكون معلوماً من الدين بالضرورة.

الحديث القدسي الآحاد: وهو ما رواه واحد أو أكثر من الصحابة والتابعين عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن الله تعالى. وهذا القسم من الحديث القدسي له حكم الحديث النبوي الآحاد، فيكون ظنياً محتمل الصواب والخطأ.

أهمية الحديث القدسي

للحديث القدسي أهمية كبيرة في الإسلام، وذلك لما يلي:

أنه يبين أسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله، ويعزز الإيمان بالله تعالى.

أنه يبين حكم الله تعالى على عباده، ويوضح ما أمر الله تعالى به وما نهى عنه.

أنه يبين رحمة الله تعالى بعباده، وحكمته في خلقه وتدبيره.

أنه يبين الحكمة من الأحكام الشرعية، ويوضح مقاصد الله تعالى من تشريعها.

أنه يبين منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وأمته عند الله تعالى، ويوضح فضلهم على سائر الأمم.

شروط الحديث القدسي

يشترط لصحة الحديث القدسي ما يلي:

أن يكون مروياً عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن الله تعالى.

أن يكون متصلاً، أي أن يكون رواته ثقات عدول، وأن يكون متوافقاً مع القرآن الكريم والسنة النبوية.

أن يكون خالياً من النكارة والغرابة، وأن يكون موافقاً للعقل والمنطق.

طرق معرفة الحديث القدسي

يمكن معرفة الحديث القدسي من خلال ما يلي:

أن يكون مسنداً، أي مروياً عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن الله تعالى.

أن يكون مرفوعاً، أي أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد رفعه إلى الله تعالى.

أن يكون قدسياً، أي أن يكون موافقاً لأسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله، وأن يكون خالياً من النقص والتشبيه.

أمثلة على الحديث القدسي

من الأمثلة على الحديث القدسي ما يلي:

قال الله تعالى: “أنا عند المنكسرة قلوبهم”.

قال الله تعالى: “أنا مع الصابرين”.

قال الله تعالى: “أنا الغني الحميد، من أنفق نفقة ابتغاء وجهي أضعفتها له أضعافاً كثيرة”.

قال الله تعالى: “لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه”.

قال الله تعالى: “من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته أهرول”.

خاتمة

الحديث القدسي هو من أهم مصادر التشريع الإسلامي، وهو بمثابة الوحي الإلهي الذي يبين حكم الله تعالى على عباده، ويوضح ما أمر الله تعالى به وما نهى عنه. والحديث القدسي له حكم الحديث النبوي في وجوب الإيمان به وتلقيه بالقبول والتصديق.

أضف تعليق