حديث من ذب عن عرض اخيه المسلم

المقدمة

دين الإسلام حث على الترابط والتعاون بين المسلمين، وحث على الدفاع عن بعضهم البعض، ونهى عن الغيبة والنميمة والكذب، وأمر بحفظ الأعراض والأخلاق، فمن حفظ عرض أخيه المسلم فقد حفظ عرضه، ومن ذب عن عرض أخيه المسلم فقد حفظه وكافأه الله على ذلك.

حفظ الأعراض واجب شرعي

1. فرض الله تعالى حفظ الأعراض وشدد على ذلك في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ففي قوله تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) سورة الأحزاب.

2. كما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الغيبة والنميمة والكذب، ففي حديثه الشريف (اياكم والغيبة، فإن الغيبة أشد من الزنا) وفي حديث آخر (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر).

3. لقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من عاقبة من يعتدي على عرض أخيه المسلم، ففي حديثه الشريف (من ذب عن عرض أخيه المسلم كان له حجابًا من النار يوم القيامة).

ذب عن عرض أخيك المسلم صدقة

1. إن الذب عن عرض أخيك المسلم صدقة تجزئ عنك يوم القيامة، ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من نصر أخاه المسلم بظهر الغيب نصره الله في الدنيا والآخرة).

2. كما أن الذب عن عرض أخيك المسلم يجعلك محبوبًا عند الله عز وجل، ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب المدافع عن عرض أخيه المسلم).

3. والذب عن عرض أخيك المسلم يكسبك أجرًا عظيمًا عند الله عز وجل، ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من ذب عن عرض أخيه المسلم ذب الله عنه في الدنيا والآخرة).

الذب عن عرض أخيك المسلم واجب أخوي

1. إن الذب عن عرض أخيك المسلم واجب أخوي يفرضه عليك دينك وإنسانيتك، ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه).

2. كما أن الذب عن عرض أخيك المسلم يظهر مدى محبتك له وتقديرك له، ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من أحب أخاه فليظهر له ذلك).

3. والذب عن عرض أخيك المسلم يزيد من أواصر المحبة والمودة بينكما، ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانًا).

أنواع الذب عن عرض أخيك المسلم

1. يمكنك الذب عن عرض أخيك المسلم بالدفاع عنه إذا تعرض للظلم أو الاعتداء، ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان).

2. كما يمكنك الذب عن عرض أخيك المسلم بالدفاع عنه إذا تعرض للغيبة أو النميمة أو الكذب، ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من غاب عني فله ذمتي، ومن حضر فله نصحيتي، فمن نصحني نصحته وفككت له غمه، ومن غشنا فإنا منه بريئون).

3. ويمكنك أيضًا الذب عن عرض أخيك المسلم بالدفاع عنه إذا تعرض للهجوم أو التهديد، ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد).

آثار الذب عن عرض أخيك المسلم

1. إن الذب عن عرض أخيك المسلم له آثار عظيمة في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا يجعلك محبوبًا عند الله عز وجل ومحبوبًا عند الناس، وفي الآخرة يجزيك الله خيرًا ويجعلك من أهل الجنة.

2. كما أن الذب عن عرض أخيك المسلم يجعلك قدوة حسنة للآخرين، ويجعلهم يتبعونك ويسيرون على نهجك، مما يزيد من الخير في المجتمع.

3. والذب عن عرض أخيك المسلم يزيد من أواصر المحبة والمودة بين المسلمين، ويزيد من الترابط والتعاون بينهم، مما يجعل المجتمع الإسلامي مجتمعًا قويًا ومتماسكًا.

قصص عن الذب عن عرض أخيك المسلم

1. مما ذكره ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا جلوسًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل فسلم وجلس، فجعل ينظر إلى رجل آخر من الجلوس، فنظرنا إليه، فإذا هو ينظر إلى ثوبه، وعليه أثر صفرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل يعجبكم من ثوب هذا الرجل؟) قالوا: لا، قال: (إنه جاءني يستدين، فاستحييت منه، فقلت: اذهب فبع ثوبك واشتر ثوبًا، فذهب يبتاع ثوبًا، فلم يجد إلا ثوبًا مصبوغًا بصفرة، فاشترى ثوبًا مصبوغًا بصفرة، فجاء به فلبسه، فأنكرت عينه، فأخبرني أنه استحيى مني، فقلت له: (أما إنه لو أخبرني لاستحييت منه، وأعطيته ما يكفي حاجته).

2. ومن ذلك ما روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني تزوجت امرأة من الأنصار، فقال له صلى الله عليه وسلم: (كم أعطيتها من المهر؟) قال: غنمًا، قال: (كم؟) قال: كذا وكذا، قال: (انظر مطية تبلغك إلى أهلك)، قال: فأتاه ببعير، فقال: (انطلق على بركة الله).

3. ومن ذلك ما روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من الذنوب ذنبًا لا يكفر إلا بمصيبة، كالمرض، أو الحزن، أو الفقر).

الخاتمة

إن الذب عن عرض أخيك المسلم واجب شرعي واجب أخوي، وهو من أعظم الأعمال التي تقربك إلى الله عز وجل، وهو من أفضل الصدقات التي تجزئ عنك يوم القيامة، وهو من أفضل الأعمال التي تجعلك محبوبًا عند الله عز وجل ومحبوبًا عند الناس.