حديث من ذب عن عرض مسلم

حديث من ذب عن عرض مسلم:

مقدمة:

الإسلام دين الأخلاق والفضائل، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على التحلي بالعديد من الأخلاق الحميدة، ومن أهمها الذب عن عرض المسلم. فالعرض هو شرف المسلم وكرامته، ومن واجب كل مسلم أن يدافع عنه ويحميه من أي اعتداء أو إهانة. وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على الذب عن عرض المسلم، ومن أشهر هذه الأحاديث حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “من ذب عن عرض مسلم ذب الله عن عرضه يوم القيامة”.

1. فضل الذب عن عرض المسلم:

للدفاع عن عرض المسلم فضل كبير عند الله تعالى، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من ذب عن عرض مسلم كان له عند الله بكل حرف أعتقه ألف رقبة”. ويقول الرسول الكريم: “من ذب عن مسلم من منافق أو مشرك أربع مرات كتب الله له براءة من النار”. ويقول: “من رد عن عرض أخيه المسلم كان له أجر شهيد”.

2. الذب عن عرض المسلم واجب ديني:

الذب عن عرض المسلم واجب ديني على كل مسلم، ودليل ذلك ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه”. ويقول: “من رأى منكم منكراً فلينكره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”. ويقول: “من دافع عن عرض أخيه المسلم كان كمن جاهد في سبيل الله”.

3. الذب عن عرض المسلم في القرآن:

حث القرآن الكريم على الذب عن عرض المسلم، ففي سورة النور يقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مبينًا}. وفي سورة الأحزاب يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}.

4. الذب عن عرض المسلم في السنة:

وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على الذب عن عرض المسلم، منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من ذب عن عرض أخيه المسلم كان له عند الله بكل حرف أعتقه ألف رقبة”. وروى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من رد عن عرض أخيه المسلم كان له أجر شهيد”. وروى أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه”.

5. صور الذب عن عرض المسلم:

هناك العديد من الصور التي يمكن من خلالها الدفاع عن عرض المسلم، منها:

الذب عن عرض المسلم باللسان: وذلك من خلال الدفاع عنه ورد المظالم عنه إذا اتهمه أحد بشيء لم يفعله، وإظهار براءته من التهم الباطلة التي توجه إليه.

الذب عن عرض المسلم بالفعل: وذلك من خلال منعه من التعرّض لأي أذى أو اعتداء، والدفاع عنه إذا تعرض لهجوم من شخص آخر.

الذب عن عرض المسلم بالقلب: وذلك من خلال تمني الخير له والدعاء له بالفرج والسلامة، وعدم الشماتة به إذا أصابه مكروه.

6. أسباب التفريط في الذب عن عرض المسلم:

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى التفريط في الدفاع عن عرض المسلم، منها:

الخوف من الوقوع في المشاكل: يخشى بعض الناس من الدفاع عن عرض المسلم خشيةً من الوقوع في المشاكل مع الشخص المعتدي عليه.

اللامبالاة: لا يهتم بعض الناس بالذفاع عن عرض المسلم ظناً منهم أنه لا يعنيهم.

الجهل بأهمية الذب عن عرض المسلم: يجهل بعض الناس أهمية الذب عن عرض المسلم وفضل ذلك عند الله تعالى.

7. علاج التفريط في الذب عن عرض المسلم:

هناك العديد من الأمور التي يمكن من خلالها علاج التفريط في الدفاع عن عرض المسلم، منها:

تذكُّر فضل الذب عن عرض المسلم: يجب على المسلم أن يتذكر فضل الذب عن عرض المسلم عند الله تعالى وأن ذلك من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه.

غرس روح التضحية والإيثار في النفوس: يجب على المسلمين أن يزرعوا في نفوسهم روح التضحية والإيثار وأن يكونوا على استعداد للتضحية بأنفسهم وأموالهم في سبيل الدفاع عن عرض المسلم.

التوعية بأهمية الذب عن عرض المسلم: يجب على العلماء والخطباء والكتاب التوعية بأهمية الذب عن عرض المسلم وحث الناس على القيام بذلك.

الخاتمة:

الذب عن عرض المسلم واجب ديني وأخلاقي على كل مسلم، ومن فضائل الدفاع عن عرض المسلم أنه يكسب المسلم أجرًا عظيمًا عند الله تعالى، ويحميه من الوقوع في النار، ويجعله من الذين يدخلون الجنة بغير حساب. فينبغي على كل مسلم أن يكون حريصًا على الدفاع عن عرض المسلم ورد المظالم عنه، وأن يجاهد في سبيل ذلك بنفسه وماله ولسانه وقلبه.