حكم الأضحية للميت

No images found for حكم الأضحية للميت

المقدمة

الأضحية هي أحد شعائر العبادة في الإسلام، وقد شرعها الله تعالى لعباده المسلمين، وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أمر الله تعالى بها في قوله: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ آمِرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [البقرة: 67].

حكم الأضحية للميت

اختلف الفقهاء في حكم الأضحية للميت على ثلاثة أقوال:

القول الأول: ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أن الأضحية لا تجوز عن الميت، سواء كان ذكراً أو أنثى، صغيراً أو كبيراً، مسلماً أو كافراً. واستدلوا على ذلك بما يلي:

– لم يرد في السنة النبوية ما يدل على جواز الأضحية عن الميت.

– الأضحية عبادة بدنية لا يمكن أن يؤديها إلا الحي.

– الأضحية مندوب إليها وليست واجبة، فلا يجوز أن يؤديها أحد عن غيره.

القول الثاني: ذهب المالكية إلى أن الأضحية تجوز عن الميت، سواء كان ذكراً أو أنثى، صغيراً أو كبيراً، مسلماً أو كافراً. واستدلوا على ذلك بما يلي:

– الأضحية عبادة مالية يمكن أن يؤديها الحي عن الميت، كالصدقة والحج والعمرة.

– ورد في السنة النبوية ما يدل على جواز التضحية عن الميت، فروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين عن الحسن والحسين”.

القول الثالث: ذهب بعض الفقهاء المعاصرين إلى أن الأضحية تجوز عن الميت المسلم فقط، ولا تجوز عن الميت الكافر. واستدلوا على ذلك بأن الأضحية عبادة من العبادات التي تختص بالمسلمين، ولا يجوز أن يؤديها الكافر.

الأدلة من السنة النبوية على جواز الأضحية عن الميت

روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين عن الحسن والحسين”.

روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين عن أمته، وقال: من ضحى قبل الصلاة فهي لحم يقدمه لأهله، ومن ضحى بعد الصلاة فهي لحم له وصدقة”.

روى أبو داود في سننه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين عن نفسه، وببقرة عن أمته”.

شروط الأضحية عن الميت

إذا أراد المسلم أن يضحي عن ميت، فيشترط لصحة أضحيته ما يلي:

أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم.

أن تكون الأضحية سليمة من العيوب التي تمنع صحتها، مثل العرج والمرض والهزال.

أن تكون الأضحية قد بلغت السن المحددة شرعاً، وهي سنتان للبقر والإبل، وسنة للماعز والغنم.

أن تكون الأضحية مملوكة للمضحي ملكاً تاماً.

أن ينوي المضحي الأضحية عن الميت عند ذبحها.

فضل الأضحية عن الميت

الأضحية عن الميت لها فضل كبير، ومن ذلك:

أنها صدقة جارية على روح الميت، ينتفع بها في قبره.

أنها تكفير عن سيئاته وذنوبه.

أنها ترفع درجته في الجنة.

أنها سبب لدخول الميت الجنة.

كيفية الأضحية عن الميت

إذا أراد المسلم أن يضحي عن ميت، فعليه أن يتبع الخطوات التالية:

اختيار الأضحية المناسبة، والتأكد من أنها سليمة من العيوب.

شراء الأضحية وتسليمها إلى الجزار.

ذبح الأضحية في يوم النحر، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة.

توزيع لحم الأضحية على الفقراء والمساكين والأقارب والأصدقاء.

الخلاصة

الأضحية عن الميت جائزة عند جمهور الفقهاء، وهي من الأعمال الصالحة التي لها فضل كبير على الميت، وتكفر عن سيئاته وذنوبه، وترفع درجته في الجنة، وتساعد على دخوله الجنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *