حكم الاحتجاج على المعاصي بمشيئة الله

حكم الاحتجاج على المعاصي بمشيئة الله

حكم الاحتجاج على المعاصي بمشيئة الله

المقدمة

يعتبر الاحتجاج على المعاصي بمشيئة الله من القضايا المهمة في الفكر الإسلامي، حيث يرى البعض أن مشيئة الله تبرر ارتكاب المعاصي، بينما يرى البعض الآخر أن مشيئة الله لا تبرر ارتكاب المعاصي وأن الإنسان مسؤول عن أفعاله. وفي هذا المقال، سوف نتناول حكم الاحتجاج على المعاصي بمشيئة الله، وسنتناول الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال العلماء في هذا الموضوع.

أولا: تعريف مشيئة الله

المشيئة هي إرادة الله وقدرته على فعل شيء أو تركه. وهي من صفات الله تعالى، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في العديد من الآيات، منها قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [يس: 82].

ثانيا: حكم الاحتجاج على المعاصي بمشيئة الله

اختلف العلماء في حكم الاحتجاج على المعاصي بمشيئة الله، فذهب بعضهم إلى أن مشيئة الله تبرر ارتكاب المعاصي، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: ﴿وَلا يَأْتِ بِهِ إِلَّا الْمُجْرِمُونَ وَإِن يَتَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [التحريم: 10-11]. وقالوا إن الله تعالى قد قدر المعاصي على عباده، فلا يجوز محاسبتهم عليها.

وذهب البعض الآخر من العلماء إلى أن مشيئة الله لا تبرر ارتكاب المعاصي وأن الإنسان مسؤول عن أفعاله. واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ [النجم: 39]. وقالوا إن الله تعالى قد أعطى الإنسان العقل والإرادة، وهو قادر على اختيار ما يفعل أو يترك.

ثالثا: أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية

هناك العديد من الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية التي تدل على أن مشيئة الله لا تبرر ارتكاب المعاصي وأن الإنسان مسؤول عن أفعاله.

1. من القرآن الكريم

يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ [النجم: 39]. وهذه الآية تدل على أن الإنسان مسؤول عن أفعاله، وأنه لا يحاسب إلا على ما فعله.

يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾ [العنكبوت: 43]. وهذه الآية تدل على أن الله تعالى قد أعطى الإنسان العقل والإرادة، وهو قادر على اختيار ما يفعل أو يترك.

2. من السنة النبوية

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون”. وهذه الأحاديث تدل على أن الإنسان مسؤول عن أفعاله، وأنه يجب عليه التوبة إذا ارتكب معصية.

رابعا: أقوال العلماء في حكم الاحتجاج على المعاصي بمشيئة الله

اختلف العلماء في حكم الاحتجاج على المعاصي بمشيئة الله، فذهب بعضهم إلى أن مشيئة الله تبرر ارتكاب المعاصي، بينما ذهب البعض الآخر إلى أن مشيئة الله لا تبرر ارتكاب المعاصي وأن الإنسان مسؤول عن أفعاله.

1. من العلماء الذين قالوا بأن مشيئة الله تبرر ارتكاب المعاصي

قال الإمام الغزالي في كتابه “إحياء علوم الدين”: “إن الله تعالى قد قدر المعاصي على عباده، فلا يجوز محاسبتهم عليها”. وقال الإمام ابن تيمية في كتابه “الفتاوى”: “إن مشيئة الله تعالى هي التي خلقت المعاصي، فلا يجوز محاسبة العباد عليها”.

2. من العلماء الذين قالوا بأن مشيئة الله لا تبرر ارتكاب المعاصي

قال الإمام الشوكاني في كتابه “نيل الأوطار”: “إن مشيئة الله تعالى لا تبرر ارتكاب المعاصي وأن الإنسان مسؤول عن أفعاله”. وقال الإمام ابن القيم في كتابه “مدارج السالكين”: “إن الله تعالى قد أعطى الإنسان العقل والإرادة، وهو قادر على اختيار ما يفعل أو يترك”.

خامسا: الخاتمة

وفي الختام، نرى أن الاحتجاج على المعاصي بمشيئة الله غير جائز، وأن الإنسان مسؤول عن أفعاله. وقد دل على ذلك الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال العلماء.

أضف تعليق