خطبة عن ترك المعاصي

خطبة عن ترك المعاصي

خطبة عن ترك المعاصي

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن المعاصي هي كل ما نهى الله عنه ورسوله، وهي سبب كل بلاء وشر في الدنيا والآخرة. ومن أهم أسباب ترك المعاصي الخوف من الله تعالى، فإن من خاف الله تعالى ترك معاصيه، والرجاء في ثواب الله تعالى، فإن من رجا ثواب الله تعالى اجتنب معاصيه، ومحبة الله تعالى، فإن من أحب الله تعالى ترك ما يغضبه.

أولاً: أسباب ترك المعاصي:

1- الخوف من الله تعالى: ومن خاف الله تعالى ترك معاصيه، فإن الله تعالى شديد العقاب، وهو مطلع على كل شيء، ويعلم ما تخفي الصدور. قال الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

2- الرجاء في ثواب الله تعالى: ومن رجا ثواب الله تعالى اجتنب معاصيه، فإن الله تعالى وعد المؤمنين والمؤمنات بالجنة، وهي دار النعيم المقيم. قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُتَّقِينَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}.

3- محبة الله تعالى: ومن أحب الله تعالى ترك ما يغضبه، فإن المحبة توجب الانقياد والطاعة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان”.

ثانيًا: آثار ترك المعاصي:

1- الفوز برضا الله تعالى: ومن ترك المعاصي فاز برضا الله تعالى، ورضا الله تعالى هو الغاية التي يسعى إليها كل مؤمن ومؤمنة. قال الله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.

2- النجاة من النار: ومن ترك المعاصي نجا من النار، والنار هي عذاب أليم لا ينقطع. قال الله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}.

3- الفوز بالجنة: ومن ترك المعاصي فاز بالجنة، والجنة هي دار النعيم المقيم. قال الله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}.

ثالثًا: خطوات ترك المعاصي:

1- الاستعانة بالله تعالى: ومن أراد ترك المعاصي فعليه أن يستعين بالله تعالى، فإن الله تعالى هو الذي يعين عباده على طاعته واجتناب معصيته. قال الله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}.

2- محاسبة النفس: ومن أراد ترك المعاصي فعليه أن يحاسب نفسه على ما يفعل ويترك، فإن محاسبة النفس تردعها عن المعاصي وتدفعها إلى الطاعات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا”.

3- الابتعاد عن أسباب المعاصي: ومن أراد ترك المعاصي فعليه أن يبتعد عن أسبابها، فإن الابتعاد عن أسباب المعاصي يجعل تركها أسهل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دع ما يريبك إلى ما لا يريبك”.

رابعًا: فضل ترك المعاصي:

1- محبة الله تعالى: ومن ترك المعاصي أحبه الله تعالى، ومحبة الله تعالى هي أعظم نعمة يمكن أن ينالها الإنسان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاث من كن فيه وجد بهن طعم الإيمان: من أحب الله ورسوله أكثر من حبه لأهله وماله، ومن أحب الله ورسوله أكثر من حبه لنفسه، ومن كان يبغض أن يعود في الكفر كما يبغض أن يلقى في النار”.

2- دخول الجنة: ومن ترك المعاصي دخل الجنة، والجنة هي دار النعيم المقيم. قال الله تعالى: {وَسِيقُ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا}.

3- الفوز بالنجاة من النار: ومن ترك المعاصي فاز بالنجاة من النار، والنار هي عذاب أليم لا ينقطع. قال الله تعالى: {وَنُجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا بِرَحْمَتِهِمْ وَيُنْجِيهِمْ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ}.

خامسًا: عقوبة فعل المعاصي:

1- غضب الله تعالى: ومن فعل المعاصي غضب الله تعالى عليه، وغضب الله تعالى هو أشد ما يمكن أن ينزل بالإنسان. قال الله تعالى: {وَإِذَا أَوْفَى أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}.

2- دخول النار: ومن فعل المعاصي دخل النار، والنار هي عذاب أليم لا ينقطع. قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا}.

3- الحرمان من رحمة الله تعالى: ومن فعل المعاصي حرم من رحمة الله تعالى، ورحمة الله تعالى هي أعظم نعمة يمكن أن ينالها الإنسان. قال الله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ}.

سادسًا: قصص وعبر عن ترك المعاصي:

1- قصة سيدنا يوسف عليه السلام: ومن القصص العظيمة التي تدل على فضل ترك المعاصي قصة سيدنا يوسف عليه السلام، فقد تعرض سيدنا يوسف عليه السلام للعديد من الفتن والمحن، ولكنه صبر على هذه الفتن والمحن ولم يفعل أي معصية، فنجاه الله تعالى من هذه الفتن والمحن ورفعه مكانًا عليًا.

2- قصة سيدنا أيوب عليه السلام: ومن القصص العظيمة التي تدل على فضل ترك المعاصي قصة سيدنا أيوب عليه السلام، فقد ابتلي سيدنا أيوب عليه السلام بالعديد من الأمراض والآلام، ولكنه صبر على هذه الأمراض والآلام ولم يفعل أي معصية، فشفاه الله تعالى من هذه الأمراض والآلام وأعاد إليه أهله وماله.

3- قصة سيدنا يونس عليه السلام: ومن القصص العظيمة التي تدل على فضل ترك المعاصي قصة سيدنا يونس عليه السلام، فقد ابتلع سيدنا يونس عليه السلام الحوت، ولكنه لم يفعل أي معصية، فدعا الله تعالى فنجاه الله تعالى من بطن الحوت.

سابعًا: الخاتمة:

وفي الختام، فإن ترك المعاصي هو واجب على كل مسلم ومسلمة، وترك المعاصي له آثار عظيمة في الدنيا والآخرة، وقد وعد الله تعالى المتقين بالجنة، ووعد العاصين بالنار. فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لترك المعاصي وأن يرزقنا الجنة.

أضف تعليق