حكم الاستماع لخطبة الجمعة

حكم الاستماع لخطبة الجمعة

حكم الاستماع لخطبة الجمعة

المقدمة:

خطبة الجمعة هي خطبةٌ دينيةٌ يلقيها شخصٌ مختصٌ يُسمى الخطيب في يوم الجمعة بعد صلاة الظهر، وتُعدُّ من أهمِّ الشعائر الإسلامية، وقد حضَّ عليها الإسلامُ وحثَّ عليها، وهي واجبةٌ على كلِّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ ذكرٍ حرٍّ، ولها آدابٌ وشروطٌ يجبُ مراعاتُها.

الفقرات:

1. فضل خطبة الجمعة:

– وردتْ أحاديثُ كثيرةٌ عن فضل خطبة الجمعة، منها ما رواهُ أبو هريرة رضي اللهُ عنه قال: قال رسول الله صلّى اللهُ عليه وسلّم: (من اغتسلَ يومَ الجمعةِ غسلَ الجنابةِ، ثم راحَ في السّاعةِ الأولى، فكأنّما قرّبَ بدنةً، ومن راح في الساعةِ الثانيةِ فكأنّما قرّبَ بقرةً، ومن راح في الساعةِ الثالثةِ فكأنّما قرّبَ كبشًا أقرن، ومن راح في الساعةِ الرابعةِ فكأنّما قرّبَ دجاجةً، ومن راح في الساعةِ الخامسةِ فكأنّما قرّبَ بيضةً، فإذا خرج الإمامُ فلا كلامَ إلّا الاستماعُ، ومن سكتَ واستمعَ غُفرَ له ما بين الجمعةِ والجمعةِ وفضلُ ثلاثةِ أيامٍ).

– خطبة الجمعة فرصةٌ عظيمةٌ لتذكير المُسلمين بدينهم، وتجديد إيمانهم، وتنبيههم إلى ما يغفلون عنه من أمور دينهم ودنياهم، وتوجيههم إلى ما فيه صلاحهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة.

– خطبة الجمعة وسيلةٌ من وسائل التواصل بين الحاكم والمحكوم، وبين العلماء والعامة، وبين الدعاة والمدعوين، وهي فرصةٌ لبيان ما يستجدُّ من أمور المسلمين، وإرشادهم إلى كيفية التعامل معها.

2. أهمية الاستماع لخطبة الجمعة:

– الاستماع لخطبة الجمعة واجبٌ شرعيٌ على كلِّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ ذكرٍ حرٍّ، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: 9].

– الاستماع لخطبة الجمعة سببٌ لمغفرة الذنوب، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح في الساعة الأولى، فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشًا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام فلا كلام إلا الاستماع، ومن سكت واستمع غفر له ما بين الجمعة والجمعة وفضل ثلاثة أيام) رواه البخاري.

– الاستماع لخطبة الجمعة سببٌ لزيادة الإيمان، وتقوية الصلة بالله تعالى، وتجديد العهد معه، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام) رواه مسلم.

3. آداب الاستماع لخطبة الجمعة:

– يجب على المسلم أن يتوضأ ويغتسل قبل الذهاب إلى المسجد، ويرتدي أفضل ثيابه، ويتطيب إن تيسر ذلك.

– يجب على المسلم أن يحضر المسجد مبكرًا قبل الخطبة، ويجلس في الصف الأول، ولا يتكلم مع أحدٍ أثناء الخطبة، ويستمع إليها باهتمام وخشوع.

– يجب على المسلم أن ينصت للخطبة ولا يقاطع الخطيب، ولا ينشغل بأي شيءٍ آخر خلال الخطبة كاستخدام الهاتف المحمول أو النظر إلى الساعة أو غير ذلك.

4. شروط صحة خطبة الجمعة:

– يشترط لصحة خطبة الجمعة أن تكون في يوم الجمعة بعد صلاة الظهر، وأن تكون في مكانٍ عامٍ كالمسجد أو الساحة، وأن يلقيها شخصٌ مختصٌ يُسمى الخطيب، وأن تكون باللغة العربية، وأن تتضمن ذكر الله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن تكون موعظةً وتذكيرًا للمسلمين.

– يُشترط في الخطيب أن يكون مسلمًا بالغًا عاقلًا ذكرًا حرًّا، وأن يكون متمكنًا من اللغة العربية، وأن يكون على علمٍ بأحكام الشريعة الإسلامية، وأن يكون حسنَ الصوتِ، وأن يكون ذا قدرةٍ على التأثير في الناس.

– يُشترط في الخطبة أن تكون موجزةً ولا تطول كثيرًا، وأن تكون واضحةً ومفهومةً للمسلمين، وأن تكون خاليةً من البدع والضلالات.

5. من لا تجب عليه خطبة الجمعة:

– لا تجب خطبة الجمعة على النساء لقوله صلى الله عليه وسلم: (الجمعة حق واجب على كل مسلم إلا أربعة: عبد مملوك، أو امرأة، أو صبي، أو مريض) رواه أبو داود والنسائي.

– لا تجب خطبة الجمعة على المسافر لقوله صلى الله عليه وسلم: (ليس على مسافر جمعة ولا فطر) رواه ابن ماجه.

– لا تجب خطبة الجمعة على المريض لقوله صلى الله عليه وسلم: (الجمعة حق واجب على كل مسلم إلا أربعة: عبد مملوك، أو امرأة، أو صبي، أو مريض) رواه أبو داود والنسائي.

6. حكم التخلف عن خطبة الجمعة:

– من تخلف عن خطبة الجمعة بدون عذرٍ شرعيٍ فقد عصى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويستحق العقوبة في الدنيا والآخرة.

– من تخلف عن خطبة الجمعة بدون عذرٍ شرعيٍ فقد ضيع فرصةً عظيمةً لتذكير نفسه بدينه وتجديد إيمانه، وفاته الخير الكثير الذي يحصل في خطبة الجمعة.

– من تخلف عن خطبة الجمعة بدون عذرٍ شرعيٍ فقد ساهم في إضعاف شعيرةٍ من شعائر الإسلام، وأسهم في تفشي المنكرات والفساد في المجتمع.

7. الختام:

خطبة الجمعة شعيرةٌ عظيمةٌ من شعائر الإسلام، ولها فضلٌ كبيرٌ وأهميةٌ بالغةٌ في حياة المسلمين، ويجب على كلِّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ ذكرٍ حرٍّ أن يحرص على حضورها والاستماع إليها باهتمامٍ وخشوعٍ، وأن يتأدب بآدابها، وأن يجتنب ما ينافيها من أقوالٍ وأفعالٍ.

أضف تعليق