حكم الافطار في نهار رمضان بدون عذر

حكم الافطار في نهار رمضان بدون عذر

مقدمة:

شهر رمضان شهر مبارك أنزل فيه القرآن، وهو شهر الصيام والعبادة والتقرب إلى الله تعالى، وفيه تكفير للذنوب، لمن صامه إيمانًا واحتسابًا لله تعالى، ومن المفروض على كل مسلم ومسلمة صيامه أداءً لواجب من واجبات الإسلام، وقد حددت الشريعة الإسلامية أحكام صوم شهر رمضان، وما يفسده وما لا يفسده، ومن هذه الأحكام حكم الإفطار في نهار رمضان بدون عذر.

أحكام الإفطار في نهار رمضان بدون عذر:

1. الإفطار عمداً في نهار رمضان بدون عذر:

يعد الإفطار عمداً في نهار رمضان بدون عذر من الكبائر، وهو ذنب عظيم يستوجب غضب الله تعالى وعقابه الشديد.

من أفطر عمداً في نهار رمضان بدون عذر فعليه قضاء ذلك اليوم، وبعد القضاء فعليه كفارة وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فعليه صيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكينًا.

وقد أجمع العلماء على أن من أفطر عمدًا في نهار رمضان بدون عذر فقد ارتكب إثمًا عظيمًا، وعليه التوبة النصوح إلى الله تعالى، والإكثار من الاستغفار.

2. الإفطار سهواً في نهار رمضان:

إذا أفطر المسلم سهوًا في نهار رمضان بأن نسي أنه صائم فأكل أو شرب أو جامع زوجته، فعليه أن يقضي ذلك اليوم، ولا كفارة عليه.

أما إذا تذكر أنه صائم قبل أن يبتلع الطعام أو الشراب فعليه أن يبصقه ولا يبتلعه، ويكمل صيامه.

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”.

3. الإفطار بسبب المرض:

إذا مرض المسلم مرضًا شديدًا لا يستطيع معه الصيام، أو كان الصيام يضر به، فله أن يفطر ولا شيء عليه.

أما إذا كان مرض المسلم خفيفًا لا يمنعه من الصيام، فعليه أن يصوم، ولا يجوز له الإفطار.

وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس من البر الصوم في السفر”.

4. الإفطار بسبب السفر:

يجوز للمسافر أن يفطر في نهار رمضان، ولا شيء عليه، وذلك لقول الله تعالى: {ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر}.

أما إذا كان السفر قصيرًا لا يشق على المسافر، فعليه أن يصوم، ولا يجوز له الإفطار.

وقد حدد الفقهاء مسافة القصر التي يجوز للمسافر فيها أن يفطر، وهي ثمانية وأربعون ميلًا ذهابًا وإيابًا.

5. الإفطار بسبب الحمل أو الرضاعة:

يجوز للمرأة الحامل أو المرضع أن تفطر في نهار رمضان، إذا كانت تخشى على نفسها أو على جنينها أو على رضيعها من الصيام.

أما إذا كانت المرأة الحامل أو المرضع قادرة على الصيام دون مشقة أو ضرر، فعليها أن تصوم، ولا يجوز لها الإفطار.

وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدًا طيبًا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوًا غفورًا}.

6. الإفطار بسبب الكبر أو الضعف:

يجوز للشيخ الكبير أو الضعيف الذي لا يستطيع الصيام أن يفطر في نهار رمضان، ولا شيء عليه.

أما إذا كان الشيخ الكبير أو الضعيف قادرًا على الصيام دون مشقة أو ضرر، فعليه أن يصوم، ولا يجوز له الإفطار.

وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها}.

7. الإفطار بسبب الجهاد في سبيل الله:

يجوز للمجاهد في سبيل الله أن يفطر في نهار رمضان، وذلك لقول الله تعالى: {ليس عليكم جناح إن قطعتم صلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا}.

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفطر في بعض أيام الغزوات، وكان الصحابة يفطرون معه.

ولا يجوز للمجاهد في سبيل الله أن يفطر في نهار رمضان إلا إذا كان مضطرًا لذلك، مثل أن يكون في معركة أو غزوة أو حصار.

الخاتمة:

الإفطار في نهار رمضان بدون عذر من الكبائر، وهو ذنب عظيم يستوجب غضب الله تعالى وعقابه الشديد، ومن أفطر عمداً في نهار رمضان بدون عذر فعليه قضاء ذلك اليوم، وبعد القضاء فعليه كفارة وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فعليه صيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكينًا، وقد حددت الشريعة الإسلامية أحكام الإفطار في نهار رمضان، وما يفسده وما لا يفسده، ومن هذه الأحكام حكم الإفطار في نهار رمضان بدون عذر.

أضف تعليق