مقدمة
يعتبر صيام شهر رمضان من أركان الإسلام الخمسة، وقد فرضه الله على المسلمين ليبين لهم فضل الصيام ورفعته، وليكفروا عن الذنوب والمعاصي، وليعلمهم الصبر والتقوى، ويقوي عزائمهم وإرادتهم. ويبدأ وقت صيام شهر رمضان من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وقد حدد الله تعالى هذا الوقت في قوله تعالى: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ”.
الأدلة الشرعية على تحريم الإفطار قبل الأذان
1. الأدلة من القرآن الكريم:
– قال تعالى: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ”.
– قال تعالى: “فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ”.
2. الأدلة من السنة النبوية:
– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم”.
– عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور”.
3. الأدلة من الإجماع:
أجمع أهل العلم على تحريم الإفطار قبل الأذان، ولم يقل أحد بجوازه.
الفرق بين الإفطار قبل الأذان بدقائق والإفطار قبل الأذان بساعات
1. الإفطار قبل الأذان بدقائق:
– هو قطع الصيام عن عمد وقصد قبل حلول موعد الإفطار الشرعي، أي قبل غروب الشمس أو قبل دخول وقت المغرب.
– يعد هذا الإفطار من المحرمات الشرعية الكبيرة، ويعتبر من الكبائر التي يعاقب عليها الله تعالى.
– لا يوجد أي عذر أو مبرر شرعي للإفطار قبل الأذان بدقائق، ويجب على المسلم أن يصبر حتى يحل موعد الإفطار الشرعي.
2. الإفطار قبل الأذان بساعات:
– هو قطع الصيام عن عمد وقصد قبل حلول موعد الإفطار الشرعي، ولكنه يكون قبل موعد غروب الشمس أو دخول وقت المغرب بساعات.
– يعد هذا الإفطار من المحرمات الشرعية، ولكنه ليس من الكبائر التي يعاقب عليها الله تعالى، وإنما هو من الصغائر والذنوب التي يغفرها الله تعالى لعباده المؤمنين التائبين.
– قد يكون هناك بعض الأعذار أو المبررات الشرعية للإفطار قبل الأذان بساعات، مثل المرض أو سفر أو خوف أو ضرورة.
الأعذار والمبررات الشرعية للإفطار قبل الأذان بساعات
1. المرض:
– إذا كان المسلم مريضًا ولا يستطيع الصيام بسبب مرضه، فإنه يجوز له الإفطار قبل الأذان بساعات، ولكن يجب عليه أن يقضي الصيام بعد شفائه.
– يجب على المسلم المريض أن يستشير الطبيب قبل الإفطار، ليتأكد من أن مرضه لا يمنعه من الصيام.
2. السفر:
– إذا كان المسلم مسافرًا ولا يستطيع الصيام بسبب السفر، فإنه يجوز له الإفطار قبل الأذان بساعات، ولكن يجب عليه أن يقضي الصيام بعد عودته من السفر.
– يجب على المسلم المسافر أن يستشير أهل العلم قبل الإفطار، ليتأكد من أن سفره لا يمنعه من الصيام.
3. خوف أو ضرورة:
– إذا كان المسلم يخاف على نفسه أو على ماله أو على أهله من أي خطر، فإنه يجوز له الإفطار قبل الأذان بساعات، ولكن يجب عليه أن يقضي الصيام بعد زوال الخطر.
– إذا كان المسلم مضطرًا للإفطار قبل الأذان بساعات بسبب ضرورة ملحة، مثل عطش شديد أو جوع شديد، فإنه يجوز له الإفطار، ولكن يجب عليه أن يقضي الصيام بعد زوال الضرورة.
كيفية قضاء الصيام
1. قضاء الصيام في رمضان:
– يجب على المسلم أن يقضي الصيام في رمضان إذا أفطر عمدًا وقصدًا قبل حلول موعد الإفطار الشرعي، سواء كان الإفطار قبل الأذان بدقائق أو قبل الأذان بساعات.
– يجب على المسلم أن يقضي الصيام في رمضان يومًا بيوم، أي أنه يصوم يومًا عن كل يوم أفطره.
– يجب على المسلم أن ينوي قضاء الصيام قبل أن يشرع في الصيام، ويقول: “نويت أن أقضي صيام يوم كذا من شهر رمضان”.
2. قضاء الصيام في غير رمضان:
– يمكن للمسلم أن يقضي الصيام في غير رمضان إذا لم يستطع قضائه في رمضان بسبب عذر شرعي، مثل المرض أو السفر أو الخوف أو الضرورة.
– يجب على المسلم أن يقضي الصيام في غير رمضان يومًا بيوم، أي أنه يصوم يومًا عن كل يوم أفطره.
– يجب على المسلم أن ينوي قضاء الصيام قبل أن يشرع في الصيام، ويقول: “نويت أن أقضي صيام يوم كذا من شهر رمضان”.
الخاتمة
إن الإفطار قبل الأذان بدقائق أو قبل الأذان بساعات من المحرمات الشرعية، ويجب على المسلم أن يصبر حتى يحل موعد الإفطار الشرعي. قد يكون هناك بعض الأعذار أو المبررات الشرعية للإفطار قبل الأذان بساعات، مثل المرض أو سفر أو خوف أو ضرورة، ولكن يجب على المسلم أن يقضي الصيام بعد زوال العذر أو المبرر الشرعي.