مقدمة
الصيام عبادة فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين في شهر رمضان المبارك، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة. والصوم هو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. ويبدأ وقت الصيام من أذان الفجر وينتهي بأذان المغرب. فما حكم الإفطار قبل الأذان بدقائق؟ وهل يبطل الصوم بذلك؟
أسباب الإفطار قبل الأذان بدقائق
هناك عدة أسباب قد تدفع بعض المسلمين إلى الإفطار قبل الأذان بدقائق، منها:
عدم سماع أذان الفجر بسبب النوم العميق.
الاعتقاد بأن الصيام ينتهي بغروب الشمس وليس بأذان المغرب.
الرغبة في تناول الطعام أو الشراب قبل حلول موعد الإفطار.
عدم معرفة حكم الإفطار قبل الأذان بدقائق.
حكم الإفطار قبل الأذان بدقائق
الإفطار قبل الأذان بدقائق يعتبر من الأمور المحرمة شرعا، ويبطل الصوم بذلك. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تحذر من الإفطار قبل الأذان، منها:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أفطر قبل أن يحل إفطاره، فلا صيام له”.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تزال أمتي بخير ما لم يستحلوا الشهر الحرام، ويستحلوا الفطر قبل حل إفطاره”.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا رأى أحدكم الليل قد أقبل من هاهنا وأشار إلى المشرق، والنهار قد أدبر من هاهنا وأشار إلى المغرب، فقد أفطر الصائم”.
حكم الإفطار قبل الأذان بدقائق عمدا
إذا أفطر المسلم قبل الأذان بدقائق عمدا، فإن صومه يبطل، وعليه قضاء اليوم الذي أفطره. بالإضافة إلى ذلك، فإن عليه كفارة وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره. والكفارة واجبة سواء كان الإفطار قبل الأذان بدقائق قليلة أو كثيرة.
حكم الإفطار قبل الأذان بدقائق سهواً
إذا أفطر المسلم قبل الأذان بدقائق سهواً، فإن صومه لا يبطل. ولكن عليه أن يتوقف عن الأكل والشراب فور تذكره للأذان، وعليه قضاء اليوم الذي أفطره. ولا تجب عليه كفارة في هذه الحالة.
أدلة من السنة على بطلان الصوم بالإفطار قبل الأذان بدقائق
هناك العديد من الأحاديث النبوية التي تدل على أن الإفطار قبل الأذان بدقائق يبطل الصوم، منها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تزال أمتي بخير ما لم يستحلوا الشهر الحرام، ويستحلوا الفطر قبل حل إفطاره”.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أفطر قبل أن يحل إفطاره، فلا صيام له”.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا رأى أحدكم الليل قد أقبل من هاهنا وأشار إلى المشرق، والنهار قد أدبر من هاهنا وأشار إلى المغرب، فقد أفطر الصائم”.
أدلة من الفقه على بطلان الصوم بالإفطار قبل الأذان بدقائق
اتفق الفقهاء على أن الإفطار قبل الأذان بدقائق يبطل الصوم. واستدلوا على ذلك بالأحاديث النبوية الصحيحة التي وردت في هذا الشأن.
قال الإمام مالك: “من أفطر قبل الأذان متعمداً، فعليه قضاء اليوم وكفارة”.
وقال الإمام الشافعي: “من أفطر قبل الأذان بدقائق، فعليه قضاء اليوم ولا كفارة عليه”.
وقال الإمام أبو حنيفة: “من أفطر قبل الأذان بدقائق، فعليه قضاء اليوم والكفارة”.
خاتمة
الإفطار قبل الأذان بدقائق يعتبر من الأمور المحرمة شرعا، ويبطل الصوم بذلك. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تحذر من الإفطار قبل الأذان. فمن أفطر قبل الأذان بدقائق عمدا، فإن صومه يبطل، وعليه قضاء اليوم الذي أفطره. بالإضافة إلى ذلك، فإن عليه كفارة وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره. وإذا أفطر المسلم قبل الأذان بدقائق سهواً، فإن صومه لا يبطل. ولكن عليه أن يتوقف عن الأكل والشراب فور تذكره للأذان، وعليه قضاء اليوم الذي أفطره. ولا تجب عليه كفارة في هذه الحالة.