حكم الافطار للمريض في رمضان

حكم الافطار للمريض في رمضان

حكم الإفطار للمريض في رمضان

مقدمة:

يُعدُّ شهر رمضان المُبارك شهر العبادة والتقرُّب إلى الله تعالى بالطاعات والعبادات المختلفة، ومن أهم هذه العبادات صيام شهر رمضان المُبارك، وصيامُ شهر رمضان فريضةٌ على كل مسلم مُكلف يستطيع صيام هذا الشهر، ولكن قد يعاني بعض الأشخاص من أمراض أو ظروف صحية تُجبرهم على الإفطار في شهر رمضان، فما حكم الإفطار للمريض في رمضان؟ وما هي الحالات التي يُباح فيها للمريض الإفطار؟

1. حكم الإفطار للمريض في رمضان:

– يُباح للمريض الإفطار في شهر رمضان إذا كان مرضه لا يُمكنه من صيام هذا الشهر، وذلك لأن الله تعالى يقول في كتابه الكريم: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)، حيثُ يُستدل من هذه الآية الكريمة أن المريض الذي لا يستطيع صيام شهر رمضان بسبب مرضه يُباح له الإفطار، ويُغذّي مسكيناً عن كل يوم أَفطر فيه.

– وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه)، من هذا الحديث يُستدل على أن المريض المُكره على الإفطار لا إثم عليه في ذلك، ويُباح له الإفطار، ويُغذّي مسكيناً عن كل يوم أفطر فيه.

– ويُجدر بالذكر أن المريض الذي يُباح له الإفطار في شهر رمضان يجب عليه أن يتناول الطعام والشراب باعتدال، ولا يُسرف في ذلك، كما يجب عليه أن يستمر في أداء العبادات الأخرى في شهر رمضان المُبارك، مثل الصلاة والذكر وقراءة القرآن الكريم.

2. الحالات التي يُباح فيها للمريض الإفطار:

– وجود مرض يُمكن أن يُسبب خطراً على حياة المريض أو صحته إذا صام شهر رمضان، مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي، وأمراض الكلى، وأمراض الجهاز الهضمي، وأمراض السرطان.

– وجود مرض يُمكن أن يُؤدي إلى تفاقم حالة المريض إذا صام شهر رمضان، مثل: مرض السكري، ومرض ارتفاع ضغط الدم، ومرض قصور الغدة الدرقية، ومرض فقر الدم، ومرض الأنيميا.

– وجود مرض يُمكن أن يُؤدي إلى نقص شديد في وزن المريض أو سوء التغذية إذا صام شهر رمضان، مثل: أمراض سوء الامتصاص، ومرض الإسهال المزمن، ومرض القيء المزمن، ومرض فقدان الشهية العصبي.

3. شروط الإفطار للمريض في رمضان:

– أن يكون المرض مانعاً من الصيام بشكل كامل، أي أن يكون المريض غير قادر على الصيام مطلقًا.

– أن يكون المرض ثابتًا وليس عارضًا، أي أن يكون المرض قد استمر لفترة طويلة من الزمن.

– أن يكون الإفطار ضروريًا لتحسن حالة المريض الصحية، أي أن يكون الصيام ضارًا بصحة المريض.

4. كيفية قضاء الفائت على المريض:

– يجب على المريض قضاء الأيام التي أفطرها بعد شهر رمضان، وذلك لأن الصيام فريضة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل مُستطيع.

– يُمكن للمريض أن يقضي الأيام التي أفطرها في أي وقت من السنة، إلا أنه يُستحب أن يقضيها قبل حلول شهر رمضان التالي.

– يَجوز للمريض أن يقضي الأيام التي أفطرها مجزأة أو متتالية، وذلك حسب حالته الصحية وقدرته على الصيام.

5. حكم الإفطار للمريض الذي لا يتمكن من القضاء:

– إذا كان المريض غير قادر على قضاء الأيام التي أفطرها بسبب مرضه، فإن عليه أن يُغذّي مسكيناً عن كل يوم أفطر فيه.

– يُمكن للمريض أن يُخرج فدية الإفطار عن طريق إطعام مسكين واحد أو أكثر، أو عن طريق دفع مبلغ من المال يُعادل قيمة إطعام مسكين واحد في اليوم.

– يُستحب للمريض أن يُخرج فدية الإفطار عن طريق إطعام المساكين، وذلك لأن إطعام المساكين يُعدُّ من أفضل الصدقات في الإسلام.

6. حكم الإفطار للحامل والمرضع:

– يُباح للحامل والمرضع الإفطار في شهر رمضان إذا كانتا تخشيان على نفسيهما أو على أولادهما من الصيام.

– يجب على الحامل والمرضع أن تقضيا الأيام التي أفطرتاها بعد شهر رمضان، وذلك لأن الصيام فريضة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل مُستطيع.

– إذا كانت الحامل أو المرضع غير قادرة على قضاء الأيام التي أفطرتها بسبب الحمل أو الإرضاع، فعليها أن تُغذّي مسكيناً عن كل يوم أفطرت فيه.

7. حكم الإفطار للمسافر:

– يُباح للمسافر الإفطار في شهر رمضان إذا كان سفره مسافة طويلة تُبيح له القصر في الصلاة.

– يجب على المسافر أن يقضي الأيام التي أفطرها بعد شهر رمضان، وذلك لأن الصيام فريضة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل مُستطيع.

– إذا كان المسافر غير قادر على قضاء الأيام التي أفطرها بسبب السفر، فعليه أن يُغذّي مسكيناً عن كل يوم أفطر فيه.

الخاتمة:

وفي نهاية هذا المقال، نود أن نؤكد على أن الإفطار في شهر رمضان لا يُباح إلا في الحالات التي ذكرناها في هذا المقال، ويجب على كل مسلم بالغ عاقل مُستطيع أن يصوم شهر رمضان المُبارك، وأن يبذل قصارى جهده للحصول على الأجر والثواب العظيم الذي وعد الله تعالى به الصائمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *