حكم افطار المريض

حكم افطار المريض

المقدمة:

يُعد الصيام من الفرائض التي فرضها الله -تعالى- على المسلمين، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، إلا أن هناك عددًا من الحالات التي يجوز فيها الإفطار للمريض، وفي هذا المقال سنتناول حكم الإفطار للمريض بالتفصيل، مع توضيح الحالات التي يجوز فيها الإفطار، بالإضافة إلى شروط الإفطار للمريض، وكيفية قضاء ما فاته من صيام.

أولاً: الحالات التي أجاز فيها الشارع الإفطار للمريض:

1. المرض الذي يمنع الصيام:

– إذا كان المرض يمنع الصيام بشكل كامل، مثل: الأمراض المزمنة التي لا يمكن معها الصيام، أو الأمراض التي تتطلب تناول الأدوية أو العلاج في وقت الصيام.

– إذا كان المرض يزيد من حدة الأعراض أو يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في حالة الصيام، مثل: أمراض القلب التي قد تؤدي إلى نوبات قلبية، أو أمراض الجهاز الهضمي التي قد تؤدي إلى قرحة المعدة أو النزيف الداخلي.

2. المرض الذي يشق معه الصيام:

– إذا كان المرض يجعل الصيام صعبًا للغاية، مثل: أمراض الجهاز التنفسي التي قد تؤدي إلى ضيق التنفس، أو الأمراض العقلية التي قد تؤدي إلى اضطرابات السلوك.

– إذا كان المرض يتطلب رعاية خاصة أو تناول أدوية أو علاج في وقت الصيام، ولا يمكن تأجيلها أو تعديلها لتتوافق مع وقت الإفطار.

3. المرض الذي يهدد الحياة:

– إذا كان المرض يهدد حياة المريض في حالة الصيام، مثل: الأمراض السرطانية في مراحلها المتقدمة، أو الأمراض التي تؤدي إلى فشل الأعضاء.

– إذا كان المريض في حالة خطرة ولا يمكنه الصيام دون تعريض حياته للخطر، مثل: المرضى الذين يعانون من الجفاف الشديد أو سوء التغذية.

ثانيًا: شروط الإفطار للمريض:

1. التأكد من صحة المرض:

– يجب أن يكون المرض حقيقيًا ومؤكدًا من قبل الطبيب المختص، وأن يكون من الحالات التي تجيز الشريعة الإفطار فيها.

– يجب أن يكون المرض شديدًا بحيث لا يمكن للمريض الصيام دون تعريض صحته للخطر.

2. نية الإفطار:

– يجب على المريض أن ينوي الإفطار قبل حلول وقت الصيام، أي قبل طلوع الفجر.

– لا يجوز للمريض أن يتناول الطعام أو الشراب في وقت الصيام بدون نية الإفطار.

3. قضاء ما فاته من صيام:

– يجب على المريض أن يقضي ما فاته من صيام بعد زوال المرض، بقدر ما استطاع.

– يمكن للمريض أن يقضي الصيام المتتابع أو المتفرق، حسب حالته الصحية.

ثالثًا: كيفية قضاء ما فاته من صيام:

1. الصيام المتتابع:

– إذا كان المريض قادرًا على الصيام المتتابع، فيجب عليه أن يقضي ما فاته من صيام يومًا بيوم، بحيث يصوم يومًا ويفطر يومًا آخر.

– يمكن للمريض أن يقضي ما فاته من صيام في أي وقت من السنة، ما عدا أيام الحيض والنفاس للمرأة.

2. الصيام المتفرق:

– إذا كان المريض غير قادر على الصيام المتتابع، فيمكنه أن يقضي ما فاته من صيام متفرقًا، بحيث يصوم يومًا ويفطر عدة أيام.

– يجب على المريض أن يحاول قضاء ما فاته من صيام في أقرب وقت ممكن، ولا يجوز له تأخيره بدون عذر شرعي.

3. الإطعام عن كل يوم:

– إذا كان المريض غير قادر على الصيام أو قضاء ما فاته من صيام، فيجب عليه أن يطعم مسكينًا عن كل يوم أفطره.

– يمكن للمريض أن يفوض غيره في إخراج الفدية عن كل يوم أفطره.

رابعًا: حكم الإفطار للمريض الذي لا يستطيع القضاء:

1. المرضى الذين لا يستطيعون الصيام ولا القضاء:

– إذا كان المريض لا يستطيع الصيام ولا القضاء بسبب مرض مزمن أو الشيخوخة أو غير ذلك، فلا حرج عليه في الإفطار.

– يجب على هذا المريض أن يتصدق عن كل يوم أفطره، بقدر ما يستطيع.

2. مقدار الفدية:

– الفدية عن كل يوم أفطرته هي إطعام مسكين واحد، أو إخراج ما يعادل قيمة طعامه في ذلك اليوم.

– يمكن للمريض أن يفوض غيره في إخراج الفدية عن كل يوم أفطره.

خامسًا: حكم الإفطار للمريض الذي يخاف على نفسه من الضرر:

1. الخوف من الضرر:

– إذا خاف المريض على نفسه من الضرر في حالة الصيام، مثل: الخوف من الإصابة بالجفاف أو سوء التغذية أو تفاقم المرض، فلا حرج عليه في الإفطار.

– يجب على هذا المريض أن يقضي ما فاته من صيام بعد زوال الخوف.

2. الخوف من الهلاك:

– إذا خاف المريض على نفسه من الهلاك في حالة الصيام، مثل: الخوف من الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو غير ذلك، فلا حرج عليه في الإفطار.

– يجب على هذا المريض أن يقضي ما فاته من صيام بعد زوال الخوف، أو أن يطعم مسكينًا عن كل يوم أفطره.

سادسًا: حكم الإفطار للمريض الذي يسافر:

1. السفر الطويل:

– يجوز للمريض الذي يسافر سفرًا طويلاً أن يفطر في أثناء السفر، بشرط أن يكون السفر واجبًا أو مباحًا.

– يجب على المريض أن يقضي ما فاته من صيام بعد زوال السفر.

2. السفر القصير:

– لا يجوز للمريض الذي يسافر سفرًا قصيرًا أن يفطر في أثناء السفر، إلا إذا كان السفر واجبًا أو مباحًا وكان المرض شديدًا بحيث لا يمكنه الصيام دون تعريض صحته للخطر.

– يجب على المريض أن يقضي ما فاته من صيام بعد زوال السفر.

سابعًا: الخلاصة:

– يجوز للمريض أن يفطر في رمضان في الحالات التي أجاز فيها الشارع الإفطار، مثل: المرض الذي يمنع الصيام أو يشق معه أو يهدد الحياة.

– يجب على المريض أن يقضي ما فاته من صيام بعد زوال المرض، بقدر ما استطاع.

– إذا كان المريض غير قادر على الصيام أو قضاء ما فاته من صيام، فيجب عليه أن يطعم مسكينًا عن كل يوم أفطره.

أضف تعليق