حكم الترجيع في صيام رمضان

حكم الترجيع في صيام رمضان

مقدمة

يعتبر صيام شهر رمضان من أهم الفرائض في الإسلام، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، وقد فرض الله تعالى صيام شهر رمضان على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة، وقد جعل الله تعالى في هذا الشهر الكريم الكثير من الفضائل والبركات، كما أنه خصه بليلة القدر وهي خير من ألف شهر.

حكم الترجيع في صيام رمضان

لقد اختلف الفقهاء في حكم الترجيع في صيام رمضان ما بين جائز ومكروه، ويرى فريق من العلماء أنه يجوز للمسلم أن يُرجِع صيامه في شهر رمضان إلى أن يطلع فجر اليوم التالي، فيقضي يومًا بدلًا من اليوم الذي أفطره، بينما يرى فريق آخر أن الترجيع في صيام رمضان مكروه.

أقوال العلماء في حكم الترجيع في صيام رمضان

القول الأول: الترجيع جائز

يرى هذا الفريق من العلماء أنه يجوز للمسلم أن يُرجِع صيامه في شهر رمضان إلى أن يطلع فجر اليوم التالي، فيقضي يومًا بدلًا من اليوم الذي أفطره، وهذا القول هو قول جمهور العلماء، وهو قول الحنفية والشافعية والحنابلة.

القول الثاني: الترجيع مكروه

يرى هذا الفريق من العلماء أن الترجيع في صيام رمضان مكروه، ولا يجوز إلا في حال الضرورة، وهذا القول هو قول المالكية، وهو قول الإمام مالك.

دليل الفريق الأول على جواز الترجيع في صيام رمضان

يستدل الفريق الأول بقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: 185].

يستدل الفريق الأول أيضًا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرَجِّع الصوم إذا كان في سفر).

دليل الفريق الثاني على كراهية الترجيع في صيام رمضان

يستدل الفريق الثاني بقول الله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [البقرة: 187].

يستدل الفريق الثاني أيضًا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر).

شروط الترجيع في صيام رمضان

إذا أراد المسلم أن يرجع صيامه في شهر رمضان، فلا بد أن تتوفر فيه الشروط الآتية:

أن يكون الترجيع في نفس الشهر الذي أفطر فيه.

أن يكون الترجيع قبل أن يطلع فجر اليوم التالي.

أن يكون الترجيع لعذر شرعي، مثل المرض أو السفر.

حالات لا يجوز فيها الترجيع في صيام رمضان

هناك بعض الحالات التي لا يجوز فيها الترجيع في صيام رمضان، وهي:

إذا كان المسلم قد أفطر بغير عذر شرعي.

إذا كان المسلم قد أفطر عمدًا.

إذا كان المسلم قد قضى صيامه في يوم آخر.

كيفية الترجيع في صيام رمضان

إذا أراد المسلم أن يرجع صيامه في شهر رمضان، فعليه أن يتبع الخطوات الآتية:

أن ينوي الترجيع قبل أن يطلع فجر اليوم التالي.

أن يصوم يومًا بدلًا من اليوم الذي أفطره.

أن يتتابع الصيام في الأيام التي يرجِع فيها صيامه.

خاتمة

إن الترجيع في صيام رمضان هو جائز عند جمهور العلماء، وهو مكروه عند المالكية، ولا يجوز الترجيع إلا في حال الضرورة، ويجب أن تتوافر شروط الترجيع حتى يصح الترجيع، وهناك بعض الحالات التي لا يجوز فيها الترجيع، وإذا أراد المسلم أن يرجع صيامه في شهر رمضان، فعليه أن يتبع الخطوات الصحيحة للترجيع.

أضف تعليق